القريـــــــــــــــــــــن !! The Comrade
24 ديسمبر 2010   //   By:   //   الجان من هو وحقائقه   //   Comments are off   //   3784 Views
 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

من الباحثين من يحاول كشف بعض الحقائق والأسرار عن القرين إما من الاستنباطات من الكتاب والسنة أو بما نقل عن الجن بخصوصه ـ والتلقى غير ممنوع إذا أخضع للتبع والتثبت والاستقراء ـ أو بما يعترض المصابين من أمور تضع القرين عادة فى قفص الاتهام ، وبماأن القرين يفسد على الناس عقائدهم فهو أيضاً مرضاً يفسد على الناس أجسادهم إما بمعونة الشياطين أو بدونها كما سيأتى ذكره لاحقاً فيكون معرفة كهنه من باب الطب والتداوى .

ومنهم من قال عنه أنه عالم غيبى ولايجوز أن نتقدم فيه ولانتأخر وينكرون على من اجتهد فى معرفة خباياه بدعوى أن هذا أمراً غيبياً والسؤال :

أليس القرين من الجن ؟!!

أليس شيطاناً من جنود إبليس !!؟

لماذا أنكرتم كشف خباياه ولم تنكروا كشف خبايا خدام السحر وبقية الشياطين مع أن كلاهما مرض وإصابة ؟!!

تجزمون أن الجسد يدخله أكثر من جنى وهو عالم غيبى ، وتجزمون أن الجنى يخرج من الإصبع وهذا غيب ، وتجزمون أنه ينطق على لسان الناس وهذا غيب .. إذا المقاييس يجب أن تتحد فى حال التوقف فى المسائل ولانتوقف فى مسائل ونطلق العنان فى مسائل أخرى مع أن كلاهما غيب والله المستعان ، كما أن القرين قد يُرى بالعين المجردة كما سنبين لاحقاً إن شاء الله .. فأين الغيب المطلق أصلح الله الجميع ؟ !!

تعريف القرين :

لن نعرف القرين تعريفاً تقليدياً ورد الكثير منه على ألسنة الرقاة وترجموها إلى سطور فى المنتديات أو عبر الرسائل ولكننا سنتعمق أكثر ونحاول أن نخرج من التعريف شيئاً مختلفاً يقربنا أكثر من معرفة من هو ؟

إذا بحثنا في كتب اللغة نجد أن العلماء عرفوا القرين على أنه الصاحب أو الرفيق ولكن في اللغة العربية كل كلمة لها معنى خاص بها. الصاحب مثلاً أو الصديق يكون فيه بعض صفات مشتركة مع صاحبه أما الخليل فالصفات المشتركة تكون أكثر بين الشخصين مما بين الصاحبين أما القرين فيتطابق في الصفات مع قرينه .. إذا من لغة العرب نستنتج أن القرين نسخة من مقرونه فالقرين يتطابق مع قرينه . القرين هو ما تنتهي الحالة إليه فإما تتطابق معه أو يتطابق معك فيجب أن يناسب كل انسان فلا يكون قرين الأميّ قرين مثقف ولاقرين المثقف أمياً وهكذا .. وتبدأ رحلته معك منذ الصغر فيكون على دراية تامة بكل أحوالك وحركاتك وسكناتك إلا ما حجب عنه بحول من الله عز وجل وقوة !

إذا القرين نسخة منك كما أن الجسد الأثيرى نسخة منك ، وإذا قلنا قرين يجب أن نعتقد أنهما قرينان أحدهما قرين من الجن والآخر قرين من الملائكة ووكل كلاهما بنا ولايمنع أن يكون يكون قرين الملائكة نسخة منك ..

وهو ما رواه أحمد بن حنبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وما من أحد منكم إلاّ وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ولكن الله تعالى أعانني عليه فلا يأمرني إلاّ بحق ) وفي رواية ( ما من أحد إلاّ وقد وكل به قرينه من الجن قالوا : وأنت يا رسول الله قال : وأنا إلاّ أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فليس يأمرني إلاّ بخير ) انفرد بإخراجه مسلم .

استنتاجات من جلسات تحضير الأرواح :

انتشرت هذه الفكرة ـ تحضير الأرواح ـ انتشاراً واسعاً فى الشرق والغرب ، وعقدت لها المجالس والمحاضرات والندوات ، والفت فيها كثير من الكتب والمجلات ، وأنشأت لها المدارس والجمعيات .

وقد كانت بداية نشأة هذا الفكرة فى أمريكا سنة 1846 للميلاد حيث خلف ” جون فوكس ” رجلاً فى بيته الذى تركه مذعوراً بسبب الأصوات التى كان يسمعها فيه ، وقد حصل للساكن الجديد ماحصل للأول ، وقد أعيتهم الحيلة لمعرفة ذلك ، فتجاسرت زوجة ” جون فوكس ” ذات ليلة وقالت للطارق : ( أحدث عشر طرقات ) ففعل ، فقالت له : ( كم عمر ابنتى كاترينا ؟ ) فطرق طرقات على عدد سنين عمرها ، فقالت له : لو كنت روحاً فأحدث طرقتين ففعل ، ولاتزال معه حتى علمت أنه روح لرجل كان ساكن فى البيت وقد قتله جاره وسرق ماله ، ثم أثبتت الواقعة وكلفت لجنة بدراسة هذه الواقعة ثم تطورت هذه الظاهرة حتى عقد لها جلسات خاصة لروحانيين مستخدمين مايسمى ( الوسيط ) للاتصال بعالم الروح .

شروط الوسيط الروحى :

يزعم أصحاب هذا المذهب أن لابد فى حال الاتصال بالعالم الآخر من وسيط وهناك شروطاً يجب توفرها فى الرجل أو المرأة الذى أو التى ستكون وسيطاً بينهم وبين عالم الروح حتى يتم الاتصال ومنها :

1 ) سلامة البنية حيث أنه سيبذل جهداً روحياً كبيراً للاتصال والحقيقة أنه سيبذل جهداً كبيراً بسبب تلبس الجن به من فروة رأسه إلى أخمس قدمه هذا إن لم يكن ممسوساً فى الأصل .

2 ) حساس يتأثر بالانفعالات .

3 ) بسيط بعيداً عن الترف .

4 ) عنده زيادة فى مادة الاكتوبلازم فى الدم وهى مادة تتكون من مقطعين ECTO أى خارج و PLASMA أى مصل الدم ، وتنتزع هذه المادة من الدم ومن خلايا الضفيرة الشمسية للوسيط والهالة بطريقة مازال العالم يجهلها ، وهى مادة لاغنى عنها للتجسد الجزئى أو الكلى للروح وهذا ماأخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : ( على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي ) ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ) وفي رواية ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شئ ) .

5 ) يرتاح للظلام ، ويحدث له نوع من الشرود لتحكم الشياطين السيطرة عليه .

وكذلك هناك شروط للمكان الذى ستحضر فيه الروح :

1 ) ضوء خافت أحمر هذا فى حالة التجسد الكلى أو فى حالة تغير الشكل الخارجى أما فى حالة سماع الصوت فظلام حالك .

2 ) ليلة مقمرة وقت اكتمال البدر ومن شر غاسق إذا وقب !!!

3 ) مكان هادىء بعيد عن الضوضاء .

4 ) نزع الأشياء المعدنية وكل ماشأنه يحدث ذبذبات تؤثر على سلامة الاتصال .

5 ) تراتيل دينية بعد سماع موسيقى هادئة وكلمات ـ أحياناً ـ غير مفهومة !!

6 ) يوضع الوسيط فى صندوق 1.5 x 1.5 مغطى من ثلاث جهات عدى الجهة المقابلة للمتفرجين .

من سيأتى ليتجسد ؟

ليست روح أحد الأنبياء أو العلماء كسفيان الثورى أو الأوزاعى أو ابن حنبل ولكن الاستدعاءات محصورة على الكفرة المخلدين فى النار والذين أخذوا إذناً من عذاب القبر الذي يعرضون عليه غدوة وعشياً ليجيبوا دعوة الداع إذا دعاهم أو يجيب الدعوة عامة الناس والدهماء من الناس وأكثرهم على غير صلاح ولاتقوى من المسلمين !! ناهيك عن افتتاح الجلسات بموسيقى وتعاويذ غير مفهومة أو تراتيل من الإنجيل أو التوراة أو القرآن لصباغة المسألة بالصبغة الشرعية .

وإنهم إذا فشلوا في تحضير الأرواح قالوا : الوسيط غير ناجح أو مجهد أو إن شهود الجلسة غير متوافقين أو إن بينهم من حضر إلى الاجتماع شاكاًّ أو متحدياً .

يقول القس ” سنتون موزى ” أنه تلقى كلاماً من عالم الروح حيث يقول : [ نحن مرسلون من عند الله كما أرسل المرسلون قبلنا ، غير أن تعاليمنا أرقى من تعاليمهم ، فإلهنا هو إلههم ، إلا أن إلهنا أظهر من إلههم وأقل صفات بشرية وأكثر صفات ألهية .. ] اهــ .

ويقول ” سلفر برش ” : [ إن اليوم الذى تنتشر فيه التعاليم الروحية فى عالمكم سيكون فجراً ليوم سعيد ، إذ تزول الفوارق بين الشعوب وتهدم الحواجز بين الأجناس ، وتذوب الفوارق بين الطبقات ، وتتلاقى الأديان حول حقيقة واحدة كما نبعت من حقيقة واحدة ] اهــ .

لعلكم عرفتم من الذى سيحضر ؟ الذى يحضر إما قرين الشخص إذا ماتجسد فى نفس صورة الشخص وأخبر عن بعض الأمور التى لايعرفها أحد غيره وغير أهله أو بعضهم فهنا القرين وهذا إن صح يدلنا إلى أمور :

* أن القرين لم يصبح غيباً مطلقاً الآن بعد تجسده وظهوره ومصافحته للناس وإجابته عن تساؤلاتهم ، ولايموت بموت مقرونه فهو باقٍ وقد يكون من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ويعزز هذا استحضار قرناء ماتوا منذ آلاف السنين .

* عدم إمكانية استحضار قرين الشخص الحى دلالة على القرين لاينفصل عن صاحبه إلا بالموت وليس كما يدعى البعض إمكانية استحضار القرين من قبل ساحر أو غيره فالقرين يجرى مع الدم مربوط به لاينفصل إلا بالموت الأكبر واتصال القرناء ممكن فى الأجساد الحية وبنسبة تتفاوت من شخص لآخر بدليل ظاهرة التثاؤب المشتركة إذا تثائب أحد ما والتثاؤب من الشيطان وقد يخبر وسواس شخص وسواس شخص آخر وهذا متواتر معروف ، فقد ذكر الشبلى فى آكام المرجان ( حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا المستمر ابن الريان عن ابي الجوزاء قال طلقت امرأتي يوم الجمعة وحدثت نفسي أن أراجعها يوم الجمعة الأخرى ولم أخبر بذلك أحدا فقالت امرأتي أنت تريد أن تراجعني فقلت إن هذا لشيء ما حدثت به أحدا حتى ذكرت قول ابن عباس إن وسواس الرجل يخبر وسواس الرجل فمن ثم يفشو الحديث ) اهــ .

* علاقة القرين بالدم علاقة شديدة فهو مع تركيبة الدم لدى الإنسان ومن مادة أطلق عليها العلماء ( الآكتوبلازم ) والتى يستعيرها القرين من دم الوسيط ليظهر بها كما يطلق عليها ( سيكوبلازم ) أى بلازما الروح ثم تضيف الأرواح إليها مادة أثيرية أخرى من الأثير فيتكون مايسمى بــ ( تبلازم ) وتحتاج إلى ضوء أحمر لترى وربما إلى ظلام ، فيظهر القرين المُستحضَر بواسطة قرين الوسيط على شكل بخار يتكاثف ثم يصبح على هيئة مناديل الورق ثم يتجسد القرين وهذا البخار يخرج من أفواه الوسطاء أو من آذانهم أو من أنوفهم أو من السرة ثم يعود إلى جسد الوسيط عند انصراف القرين .

* الذين استحضروهم من القرناء حضروا على آخر صورة كانت للميت فلا يحضر من مات كهلاً على صورة شاب أو من مات طبياً على صورة رجل ، وفى هذا دلالة على أن القرين نسخة من مقرونه ويتدرج معه فى العمر ابتداء من الولادة ـ بنخسة الشيطان التى يستهل منها المولود صارخاً ـ وحتى الموت وكذلك القول بأن قرين الذكر ذكر وقرين الأنثى أنثى صحيح من وجه أنه يأخذ شكل مقرونه وهيئته أما من ناحية الجوهر فالأمر يختلف كما سيتضح لنا لاحقاً بإذن الله .

وقد لايحضر القرين ويحضر جنى متشيطن إذا لم يتجسد أو طلبوا من الأقارب أن ينصتوا لكلام الروح المستدعاة دون أن يسألوها !! فهذا جنى لأنه لايعلم شيئاً عن الميت بخلاف القرين ويتلاعب بهؤلاء ويتجارى بهم كما يتجارى الكلب بصاحبه وإن كان الإخبار عن الماضى ليست قاعدة فقد يتصلوا بقرناء الأحياء ويعرفوا منهم ماأرادوا !

وإلى هنا تنتهى وقفتنا من هذه الكلمات التى أسأل الله العظيم أن يجعلها خالصة لوجهه وأن يهدى بها أقواماً ضلوا وأضلوا ولاحول ولاوقوة إلا بالله العظيم .. وتليها الوقفة الثانية وفيها [ جنس القرين وأين القرين من جسد الإنسان ؟ ] إن شاء الله تعالى !! والله اعلم .

About the Author :

Comments are closed.