السحرالسحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا

أثر الاتهام بالسحر على العلاقات الاجتماعية ؟

هنــــــــــاء – مصر
أثر الاتهام بالسحر على العلاقات الاجتماعية
السؤال

امرأة تعيش مع أهل زوجها في شقة منفصلة، ومنذ فترة قدمت لوالدة زوجها كوبًا من الشاي، وبعد ذلك لاحظت أنها لا تأخذ منها شيئًا أبدًا، وذلك بسبب أنها مرضت مرضًا شديدًا، وهي تعتقد أنها قد وضعت لها شيئًا، وصارحتها بذلك، فأقسمت لها أن ذلك لم يحدث منها، ولكنها لم تصدق حتى أن زوجها هو الآخر جعلته يصدق أنها قد وضعت لها شيئًا، وأصبح هو الآخر كلما يأكل شيئًا أو يشرب شيئًا، يشكو بآلام المعدة، وينظر إليها نظرات غريبة وهي بريئة من هذا، وتشعر بالظلم، وتسأل عن عقاب الظلم عند الله، وعاقبة الظالمين الذين يفترون على الناس بالكذب.

الحل

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

حرم الله تعالى الظلم على نفسه ، كما حرمه على عباده ، ومن أشد أنواع الظلم اتهام الناس بالباطل زورا وبهتانا، ففي ذلك تفسخ للعلاقات الاجتماعية ، وهدم للبيوت ، فلا يجوز اتهام الناس بالباطل ،وخاصة ما يتعلق بالسحر والعمل ونحو هذا ، مماهو مشتهر عند بعض الناس ، فلا يتهم المسلم أخاه إلا إذا ثبت عنده بطريق قطعي أنه ظلمه أو أخذ حقه أو آذاه ، أما الجري وراء الشكوك ، فإنه هدام للبيوت ، مقوض للعلاقات بين الناس.
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر :
إن الله ـ تعالى ـ حرم الظلم على نفسه، وعلى عباده، فقال تعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا” وقال تعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وقال تعالى: (ما للظالمين من حميم) أي: قريب، ولا شفيع يطاع، وقال: (وما للظالمين من نصير) وبين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن عاقبة الظلم وخيمة، وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) وقال: “واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب” وقال: “من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه”.

وأشد أنواع الظلم اتهام البريء ورميه بما ليس فيه، وفقدان الثقة فيه، وإثارة الشكوك حوله، وإن الويل ثم الويل للظالم من عقاب الله وعذابه يوم القيامة، فينبغي الاحتراز من الظلم، وأن يعاشر الناس بالمعروف، وأن يظن بهم خيرًا، فإن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة منهي عنه بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم). وقال عليه الصلاة والسلام: “إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث”. وعلى المظلوم أن يصبر، ويقابل السيئة بالإحسان والعفو والصفح، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، قال تعالى: (ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور).
والله أعلم

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى