أخلاقيات الحجام
بسم الله الرحمن الرحيم
اخلاقيات الحجام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اضع بين ايديكم موضوع اتكلم فية بكل اريحية عن صفات و اخلاقيات الحجام بشكل خاص و كذلك المعالجين بالطب النبوي أو بالرقيا الشرعية بشكل عام . حيث يجب ان يكونوا هؤلاء على قدر عالى من الحكمه و العلم و الادب و الصدق لانهم يمثلون طب رسول الله صلى الله علية و سلم ولانهم مؤتمنون علي اسرار الناس وعلى ابدانهم , يقول صلى الله علية و سلم ممتدحاً الحجام (نعم العبد الحجام يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر ) رواه الترمذي .
فكثير مانسمع عن الاستغلال و الجشع و الاعتدائات وهذا يحدث في كل زمان ومكان بسبب امراض القلوب ومنها مرض الشهوة و الغي التي قال الله عز وجل عنها (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ، أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) و أنا هنا اتعرض لهذا الموضوع ليس من باب التشكيك و التخويف او المبالغة ولكن من باب التحري فالمؤمن فطن .
ألخص القول في عدة نقاط لكي يتسنى للقاريء الكريم سهولة الاستيعاب و لكي يستطيع التمييز بين المعالجين فمن حق المريض ان يتحرى المعالج الحذق وهي كالنحو التالي :
1- العلم و الصدق . يجب ان يكون المعالج علي قدر من العلم يؤهلة للعلاج . وفي هذا الزمان يجب على المعالج ان يكون ملم بالعلوم المعاصره مثل علم الامراض و وظائف الاعضاء و ملم بالامراض النفسية و الروحية و نتائج الابحاث و نصائح ما قبل و ما بعد الحجامة . يقول علية الصلاة و السلام (من تطبب ولا يعلم منه طب فهو ضامن) . فلا يجوز ان يتعلم المعالج على المرضى و ان يجرب عليهم أو ان يسوق عليهم منتج من منتجاته بتضخيمة للمشكلة , كما نجد ان بعض المعالجين لا يذكر أحاديث الحجامة التي تبين فضل ايام معينة او تواريخ معينة للحجامة لكي يكون عندة مرضى بشكل يومي . يقول علية الصلاة و السلام (من غشنا فليس منا ) . وليس هناك أي مانع ان يقول الطبيب أو المعالج لا أعلم في حال عدم توفر المعلومة لدية فهذا من باب الامانة العلمية و الاخلاقية و كما يعلم الجميع فالصدق منجاة .
2-الخبرة مع العلم. وهذا يلزم المعالج ان يأخذ العلم من مصادرة مثل المعاهد و الكليات و الجامعات و بحضور الدورات , وليس من باب التجربه على الناس أو بالسماع أو القرائة فقط . وهذا دئب الصحابة بملازمتهم لرسول الله و كذلك التابعين من السلف الصالح الذين كانوا ياخذون العلوم بملازمة العلماء . وقد كان رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام يسأل أهل الخبره و الحنكة حتى لو كانوا غير مسلمين . فقد طلب رسولنا الكريم من الصحابة ان يأتوا بطبيب العرب (الحارث ابن كلدة) لعلاج احد الصحابة وهو سعد بن ابي وقاص حيث كان هذا الطبيب على دين النصرانية في ذلك الوقت.
3-الرحمة و التقوى و الصبر . وهذة صفات يجب ان يتحلى بها جميع المسلمين لانها من مكارم الاخلاق و اللتي أخبر عنها رسولنا الكريم علية الصلاة و السلام بقولة (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) فما بالكم بالمعالجين. حيث يجب ان يصبر علي المرضى وردود افعالهم وسوأ اخلاقهم أو كثرة اسئلتهم أو ضيق ذات اليد أو تدهور حاتلهم النفسيه بسبب المرض , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من لا يَرحم لا يُرحم) ويقول عليه الصلاة و السلام (الراحمون يرحمهم الرحمن أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). و يجب ان يكون متفائلاً ايجابياً حاثاً على العلاج غير مثبط يقول علية الصلاة و السلام (لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل) رواه مسلم .
4-الحكمه . حيث يجب ان يكون المعالج حكيماً في اتخاذ قرارة متانياً غير متعجل. و الحكمة التي نذكرها هنا الحكمة المكتسبة من أصول الطب النبوي و تشريع الله عز و جل ومن العلماء و الصالحين و أهل التخصص من الاطباء و غيرهم . يقول الله تعالى (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا . ومايذكر إلا أولوا الألباب) سورة البقره .
5-النظافه. حيث يجب ان يكون الطبيب نظيف البدن, طيب الرائحة , يهتم بمظهرة الخارجي فهذا نفسياً لة دور كبير جداً في الارتياح النفسي للمريض و كذلك قبول علاجاتة و الاستمرارية على العلاج . وكذلك يتحرى معالجة المرضى في الاماكن النظيفة بادوات معقمة جديدة تستخدم لمرة واحدة فقط و تتلف تجنباً لنقل العدوى .
في الختام أسأل الله ان ينفعنا بما نقول و نسمع و ان يجعلنا من الذين يرتقون بطب رسول الله عليه الصلاة و السلام .
إعداد أخوكم الباحث في علوم الطب النبوي و الحجامة / حسان غسان جليدان