طب الأعشاب علمها وطبها وفوائدهاطب الأعشاب-الحجامة والكي وغيرها

الأمراض الجينية..العلاج المبكر يقلص من الآثار الصحية الخطيرة

الأمراض الجينية..العلاج المبكر يقلص من الآثار الصحية الخطيرة!?

تنتج الأمراض الجينية التي تأتي نتيجة تصرفات سوسيو ثقافية كزواج الأقارب مثلا، عن خلل في وظيفة الجينات، وبالتالي فهي أمراض يصعب علاجها لأنها وراثية ونسبة الوقاية منها تبقى قليلة، فهي تمس عددا لا يستهان به من الرضع الذين يولدون سنويا، إلا أنه إذا كانت هذه الأمراض محط علاج مبكر فإن ذلك يساهم في تقليص الآثار الصحية الخطيرة فيما بعد

احتضنت مدينة مراكش خلال الأسبوع الماضي، المؤتمر العالمي حول تشخيص الامراض الجينية عند المواليد الجدد في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط. ولم يأت اختيار المغرب لاحتضان لقاء علمي بهذه الأهمية، بشكل اعتباطي، بل كان ثمرة لشراكة طبية وضعت علامتها الأولى عند التوقيع على اتفاقية بين المغرب و المعهد الوطني الأمريكي للصحة، عقب الزيارة التي قام بها البروفيسور إلياس أ. زرهوني في يناير 2006. كما جاء اختيار المغرب بفضل موقعه الجغرافي، الذي يجعل منه ملتقى مفضلا بين أوربا والشرق الأوسط وإفريقيا، والذي يجعل منه قاطرة في تشخيص المواليد الجدد في إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، وهي الجهات التي يستهدفها المؤتمر.

وقد جمع المؤتمر، الذي نظمته وزارة الصحة المغربية بتعاون مع المعهد الوطني الأمريكي للصحة، أزيد من 150 مهنيا في مجال الصحة أتوا من 11 بلدا من الاتحاد الأوربي وأمريكا وآسيا، و16 بلدا من الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية. ومن بين المؤتمرين، أطباء وباحثين ومن بينهم الدكتور دووان أليكسندر، مدير المعهد الأمريكي لصحة الأطفال، وكريستيان بريشو، مدير INSERM بفرنسا، ومحمد راشد من المختبر الوطني السعودي للأبحاث على المواليد الجدد، وهاري هانون، مسؤول المختبر المرجعي العالمي، واحمد طيبي من المجلس الطبي كورنيل بقطر وجامعة طورونطو…

ويهدف المؤتمر إلى وضع برنامج وطني للتشخيص في الدول الإفريقية والشرق الأوسط بصفة عامة، وفي المغرب بصفة خاصة، للأمراض الجينية التي يتم رصدها لدى المواليد الجدد كحالات قصور الغدة الدرقية، والهيموغلوبينوباثي، و phénylcétonurie و hyperplasie adrénale congénitale وأمراض الأيض.

والأمراض الجينية التي تأتي نتيجة تصرفات سوسيو ثقافية ( زواج الأقارب…. ) ترجع إلى خلل في وظيفة الجينات. وبالتالي فهي أمراض لا تعالج. وهي وراثية ويمكن أن تكون منحسرة أو مسيطرة. ويمكن أن تكون للأمراض الجينية آثار أقل ضررا في حياة المرضى. وبالتالي فأهمية الوقاية، تبقى قليلة، لكنها تمس عددا لا يستهان به من الرضع الذين يولدون سنويا في العالم. ومن خلال إخضاع المواليد الجدد للتشخيص، ابتداء من الأيام الأولى لحياتهم، يمكن أن تكون الأمراض محط علاج مبكر، وهو الشيء الذي يساهم في تقليص الآثار الصحية الخطيرة فيما بعد.

وقد أبانت الأبحاث التي أنجزت في سنوات التسعينات، أن حالات الإصابة تصل إلى حالة واحدة من أصل 1138 من حالات المواليد الجدد، مع تقسيم يختلف من جهة لأخرى (المصدر: تقرير السيدة نعيمة لمدور بوعزاوي، المركز الاستشفائي الجامعي إبن سينا). ويقول السيد محمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة، “التشخيص المنتظم لمثل هذه الامراض، يبقى أمرا ضروريا، كأحد مكونات برامج الصحة العمومية، حسب الإمكانيات المتوفرة”.

ومن خلال هذا المؤتمر، وبعد النتائج الباهرة التي تم الحصول عليها على مستوى تشخيص الأمراض الجينية، يعتزم المعهد الوطني الأمريكي للصحة، تقاسم خبرته مع سكان ومهنيي الصحة في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية. وبالفعل، فقد التحق المعهد الوطني الأمريكي للصحة بشركائه المغاربة، في مجال محاربة وفيات الأطفال، ويعتزم توفير مرافقة علمية وتقنية لمصالح وزارة الصحة المغربية، من خلال التركيز على مجموعة من المجالات كدعم السياسة الوطنية في مجال الصحة، ووضع ميكانيزمات فعالة في مجال الوقاية، وتحسيس السكان، والتعبئة الإجتماعية، وتكوين مهنيي الصحة، والدراسات والابحاث الطبية..

وفي ظل هذه التوقعات، ذكر السيد وزير الصحة، محمد الشيخ بيد الله أن “أشغال هذا المؤتمر، والذي من بين أهدافه وضع اللبنات الأولى لنظام تشخيصي خاص بالمواليد الجدد في الدول التي لا تتوفر عليها، ووترويجها في الدول التي سبق لها أن وضعته، سنفتح الباب أمام الأمل”.

أما البروفيسور دووان ألكسندر، فيقول: “التشخيص الخاص بالمواليد الجدد، له وقع كبير على صحة الأطفال، سواء فيما يرتبط برفاه أسرهم أو المجتمع برمته” ويضيف “تطوير برامج جديدة للتشخيص خاصة بالمواليد الجدد، وتقييم البرامج المطبقة. وبهدف الاستفادة من هذه الإمكانيات الجديدة، وباستشارة مع العديد من دول المنطقة، نظمنا هذا الاجتماع من اجل التطرق للمخارج التي تحيط بوضع برامج للتشخيص الخاصة بالمواليد الجدد، وأيضا من أجل كشف الأبحاث وإمكانيات التكوين الذي يدعم البرامج بمجموع بلداننا”. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى