الفشل الكلوي وضرورات زراعة الكلى
وعن مرض الكلى المزمن تحدثت الدكتورة نوال أحمد بصري، استشارية أمراض وزراعة الكلى بمركز الكلى بجدة، موضحة أن الفقدان التدريجي لوظائف الكلى يؤدي لما يعرف “بمرض الكلى المزمن” وهو مرض يحدث من دون أعراض في المراحل المبكرة، ويعاني منه أكثر من 500 مليون شخص في العالم. وعندما يتطور مرض الكلى المزمن وتتوقف الكليتان عن العمل نهائيا ويصل المريض إلى مرحلة يحتاج فيها لعلاج كلوي تعويضي لإبقائه على قيد الحياة، تسمى الحالة “فشلا كلويا نهائيا”.
أسباب الفشل الكلوي
هناك عدة أسباب للفشل الكلوي، من أهمها في الوقت الحالي الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، حيث وجد أن هذين المرضين هما السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي لدى نسبة 30-40 في المائة من مرضى الفشل الكلوي، في معظم دول العالم. ويلي ذلك التهاب كبيبات الكلى المزمن، واعتلال الكلى النسيجي أو الانسدادي المزمن، ومن ثم أمراض الكلى الخلقية أو الوراثية، وكذلك الالتهاب الحوضي الكلوي المتكرر، أو استعمال بعض الأدوية التي تؤخذ من دون إشراف على مدى سنوات عديدة فتضر الكلى.
علامات تحذيرية وأعراض
العلامات التحذيرية الدالة على احتمال الإصابة بمرض الكلى المزمن، تتمثل في احتمال معاناة الشخص من حرقة أو صعوبة في التبول أو وجود دم في البول، وقد يعاني من ألم في الظهر تحت الأضلاع، وقد يلاحظ انتفاخا حول العينين وتورم اليدين والقدمين، أو أن يكون مريضا بداء السكري أو بارتفاع ضغط الدم الشرياني المزمن.
وتختلف الأعراض من شخص لآخر، وغالبا لا يشعر المصاب بأي أعراض إلى أن تتدهور الكليتان وتتوقفان عن القيام بوظائفهما وتتراكم السموم في الجسم، عندها تظهر على المريض أعراض ارتفاع هذه السموم في الدم أو ما يسمى “يوريميا”. فيشعر بالتعب والضعف وعدم التركيز وتورم اليدين والرجلين وضيق في التنفس مع فقدان الشهية للطعام والشراب مع القيء والغثيان، كذلك قد يظهر على المريض تشنج في العضلات أو حكة في الجلد.
مضاعفات الفشل الكلوي
عندما تتدهور وظائف الكلى بصورة شديدة تظهر مضاعفات النقص في الهرمونات والمواد التي تتحكم في ضغط الدم وإنتاج كريات الدم الحمراء وسلامة العظام، وذلك بأن يحدث ارتفاع في ضغط الدم، حتى إن لم يكن الشخص مصابا بهذا المرض في السابق، وكذلك نقص عدد الكريات الحمراء في الدم، التي تحمل الأكسجين من الرئة إلى كل أنحاء الجسم، وينتج عن ذلك فقر الدم وعدم إمداد الجسم بالطاقة الضرورية للقيام بالأعمال اليومية.
في مرحلة الفشل الكلوي لا تستطيع الكلى طرح الفوسفات الزائد عن الحاجة، ولا الحصول على المستوى الطبيعي لمعدن الكالسيوم في الجسم، ولا الحفاظ على فيتامين “دي”. وهذه كلها لها دور مهم في الحفاظ على صحة العظام، واضطراب توازن الفيتامين مما يؤدي لضعف وهشاشة العظام.
ومريض الفشل الكلوي معرض للإصابة بآثار جانبية عديدة نتيجة المرض نفسه أو نتيجة طرق العلاج المختلفة، كسوء التغذية، وعدم التمتع باللياقة البدنية، وحدوث اضطرابات نفسية عديدة.
خيارات العلاج
* العلاج التحفظي: للمحافظة على وظائف الكلى من التدهور وإبطاء ظهور الفشل النهائي، وذلك بالالتزام بالحمية الغذائية الخاصة وتناول الدواء الموصوف من قبل اختصاصي الكلى.
* العلاج التعويضي: لتعويض الجسم عما نتج عن الكلى التالفة ويتمثل في الديلزة الدموية (الغسل الدموي)، والديلزة البريتونية (الغسل البريتوني)، وزراعة الكلى.
* الغسل الدموي: يعتبر أكثر أساليب علاج الفشل الكلوي النهائي شيوعا، ويوصل المريض بجهاز يحوي وحدة تنقية خاصة تسمى “الفلتر” أو الكلية الصناعية، وتجرى عادة للمريض ثلاث جلسات أسبوعيا في المستشفى أو المركز الخاص بالتنقية.
* الغسل البريتوني: يستخدم فيه الغشاء البريتوني الذي يغطي تجويف البطن كراشح (فلتر) للدم، فيتم إدخال سائل داخل البطن إما يدويا أو بمساعدة جهاز آلي، ويقوم هذا السائل باستخلاص الماء والفضلات من الجسم.
زراعة الكلى
عملية زراعة الكلى أفضل طرق علاج مرض الفشل الكلوي النهائي، يتمتع بعدها المريض بحياة طبيعية يتم فيها نقل كلية سليمة إلى الشخص المصاب بالفشل الكلوي، ولا بد من إجراء فحوصات مخبرية قبل عملية الزراعة، وعلى المريض استخدام العقاقير التي تمنع رفض الجسم للكلية المزروعة.
ويتم الحصول على الكلية من متبرع حي قريب أو متبرع حي غير قريب أو من متوفٍ دماغياً.
بقلم عبد الحفيظ خوجة