السحرالسحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا

عفريت وحجاب وفسوخــــة لكل مواطن‏!‏؟

الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
63 في المئةمن المصريين يؤمنون بالخرافات‏..‏؟؟؟؟
و‏300‏ ألف دجال يلعبون عليهم000000

عفريت وحجاب وفسوخــــة لكل مواطن‏!‏ 000000

لحظة نادرة اصطادتها الكاميرا أثناء كتابة حجاب
تحقيق ـ مروة مرعي

مثل أعشاش العنكبوت‏,‏ توغلت الخرافة والدجل في بعض البيوت المصرية‏.‏
إذا رفضت البنت عريسا‏(‏ لقطة‏)‏ قالت أمها إن هذا عملا من فلان‏.‏
أما إذا زهد الرجل في ليلة زوجية لإرهاقه في العمل‏,‏ كان مربوطا بعمل سفلي‏!‏ وهكذا سيطرت نظرية الخرافة علي البيت المصري‏,‏ بعد أن كانت تقتصر علي حكايات‏(‏ أمنا الغولة‏).‏
الخيال الخصب للمصري ـ خاصة القروي ـ أفرز علي مدار عقود وقرون طويلة مئات القصص والحكايات والتي ظهرت في البداية كتسلية أو لتخويف الصغار أو نتجت عن موقف بالمصادفة وفي النهاية ذهب أصحاب هذه الحكايات وبقيت الخرافة ليتشاءم أويتفاءل أو يتحصن بها المصريون حتي الآن‏!!‏
من أشهر هذه الخرافات وليس أغربها أن المقص المفتوح يجلب النحس والنكد لأهل البيت‏,‏ لكن إذا وضع نفس المقص تحت مخدة النائم فإنه يمنع عنه الكوابيس‏,‏ أما نثر قشر الثوم علي أرض المنزل فإنه يجلب الفقر‏,‏ ومن خطي فوقه أصابة النكد‏,‏ أما من خطت فوق عروق الملوخية الخضراء‏(‏ ستقطع منها‏)‏ الملوخية‏.‏ ويحدث الشيء نفسه إذا لم‏(‏ تشهق‏)‏ السيدة أثناء صب التقلية عليها‏,‏ من ناحية أخري فإن الجري في المنزل ليلا يزعج العفاريت‏,‏ كما يزعجهم التنظيف أو‏(‏ كنس‏)‏ البيت في المساء وإذا اضطرت السيدة لذلك فإنها تبصق علي المكنسة وتقول‏(‏ لا بنكنس مال ولا عيال‏)‏ حتي تأمن شر الجان وباعتبار الليل والظلام ملاذ من هم تحت الأرض فقد حظي بنصيب كبير من حواديت الخرافة‏,‏ فلا يتم سكب الماء الساخن أو الاستحمام به بعد العشاء‏,‏ وهناك قصة مشهورة تتردد في الأحياء الشعبية عن سيدة سكبت الماء الساخن ليلا في دورة المياه فاحترق به أحد أبناء الجان‏,‏ مما دفع‏(‏ والد العفريت‏)‏ إلي الانتقام من السيدة وعائلتها‏,‏ أيضا يشاع أن القط الأسود ما هو إلا عفريت اتخذ لنفسه هذه الهيئة‏,‏ وهو ما يدعو أيضا للتشاؤم من رؤيته كما يحدث مع البومة ـ التي تحولت إلي رمز للشؤم ـ ومع وجود التشاؤم تبرز علامات للتفاؤل كالرقم‏(‏ سبعة‏)‏ أو تعليق فردة من حذاء طفل علي جدران المنزل منسوخة‏,‏ وأشياء أخري لدرء عين الحسود كالبخور والخمسة وخميسة والخرزة الزرقاء والعروسة الورقية التي‏(‏ تثقب‏)‏ بإبرة مع اسم كل حسود ومن ثم تحرق ويرسم برماد الورق شكل الصليب علي جبهة المحسود‏.‏
وإذا كانت الخرافة تنشأ ـ في الأساس ـ لترتبط بكل ما هو شائع ويومي في حياة الناس‏,‏ فإنها لم تنس بالطبع الزواج باعتباره أقوي حدث اجتماعي‏,‏ بداية من أن تقوم البنت‏(‏ بقرص‏)‏ ركبة العروس ليلة زفافها حتي تحصلها في القريب العاجل‏,(‏ والدحرجة‏)‏ سبعة مرات في أحد الأمكنة‏(‏ المبروكة‏)‏ حتي تحمل الزوجة ويتحقق حلمها في الإنجاب أما إذا حدث‏(‏ الحمل‏)‏ وأنجبت الأم طفلا بعد أن يموت لها عدة أبناء‏,‏ فيجب عليها أن ترضعه من‏(‏ كلبة‏)‏ حديثة الولادة حتي يعيش‏!!‏
ومازالت‏(‏ المشاهرة‏)‏ موجودة في الريف حتي اليوم وهي عدم دخول أي رجل غير حليق الذقن ـ علي المرأة بعد ولادتها لمدة‏40‏ يوما وكذلك عدم الدخول إلي غرفتها باللحم النيء وإلا منع عنها اللبن أو تأخر حملها التالي‏,‏ ومن‏(‏ تلعق‏)‏ بطن الضفدعة فإنها تستطيع‏(‏ الزغردة‏)‏ وعند وفاة أحد أهل البيت يجب رش الماء وراء هذا المتوفي حتي يمنع موت أحد وراءه‏.‏
وربما كانت هذه الخرافات الباب السحري الذي دخل منه ألاف المشعوذين يتبعهم الملايين من المصدقين‏,‏ كما جاء في دراسة أجراها الباحثان نجيب اسكندر ورشدي منصور في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية‏,‏ والتي توصلا فيها إلي أن‏63%‏ من المصريين يؤمنون بالخرافات‏,11%‏ منهم من المثقفين والسياسيين والفنايين والرياضيين وفي دراسة أخري أثبتت نتائجها أن‏31%‏ من المصريين يؤمنون بتقمص الأرواح والاعتقاد بالجان والعفاريت‏,‏ وأن‏200‏ ألف مصري يعتقدون بتصنيف الجان إلي أحمر وأزرق‏!‏ وأن‏75%‏ من سكان مصر يتحاشون ضرب القطط والكلاب ليلا لاعتقادهم بأن‏(‏ العفاريت‏)‏ تتشكل بصورتهم‏,‏ كما يؤمن البعض بأن الجان قادر علي الزواج من نساء الإنس أو رجالهم والإنجاب منهم‏.‏
وكما يقول د‏.‏ محمد صابر عرب أستاذ التاريخ الحديث فإن الخرافة موجودة في كل الشعوب وتسكنها في جميع مراحلها التاريخية لكنها تتراجع وتضعف في ظل أوضاع ثقافية واجتماعية مرتفعة‏,‏ بينما تنتشر في ظل التدهور الثقافي والاجتماعي‏,‏ وكذلك في المراحل التي تكثر فيها الحروب والانكسارات والهزائم وهو مانجده واضحا في الوطن العربي حاليا‏,‏ وتتجسد هذه الصورة بشكل مباشر في التاريخ المصري‏,‏ كما يقول د‏.‏ عرب في تلك الفترات التي يعلو فيها صوت العقل وتضعف الخرافة بين الناس ويضيف‏:‏لا تقتصر هذه الخرافات علي طبقة بعينها بل إنها موجودة في أحيان كثيرة بين الأوساط المتعلمة والمثقفة‏,‏ وتراها في نماذج من كبار المثقفين والمفكرين مثل أحمد عرابي وهو شخصية عظيمة وصاحب قضية‏,‏ فعندما تم القبض عليه في التل الكبير وجد أنه كان يتحجب بمجموعة من الأحجبة وقد حاول العقاد تبرير وجودها مع عرابي‏!‏ مع هذا تبقي مساحة هامشية من الخرافة حتي في المجتمعات الأمريكية والأوروبية حيث تجد مثل هذه الخرافات باقية وستظل ويبدو أن هناك عاملا نفسيا يلجأ بسببه المثقف إلي مثل هذه الخرافة وهو يعتقد بأنها غير حقيقية ولا يؤمن بها لكنها تحقق له جزءا من الطمأنينة والسكينة وبأنه لن يخسر شيئا‏,‏ خاصة عندما يقف أمام مشكلة اجتماعية أو كارثة يمر بها فيلجأ إلي الغيبيات لعلها تحقق له قدرا من الراحة النفسية‏.‏
إضافة إلي‏274‏ خرافة تسيطر علي سلوك أهل الريف والحضر‏,‏ كما جاء في تقرير للباحثة فابيولا بدوي‏,‏ فإن هناك مليون مصري علي الأقل يعتقدون بأنهم‏(‏ ممسوسون‏)‏ وهنا يأتي دور‏300‏ ألف دجال يدعون علاج الأمراض بتحضير الأرواح وينتفعون من هذا الاعتقاد‏,‏ فيحصدون وفقا لأرقام الباحثة ـ عشرة مليارات من الجنيهات سنويا ينفقها المصريون علي قراءة الغيب وفك السحر‏,‏ ويبدو أن هذا‏(‏ البيزنس‏)‏ ليس هينا وأن أرباحه ليست كأي أرباح‏,‏ وهو ما دفع عدد كبير من قرية‏(‏ طناه‏)‏ إلي احتراف هذا البيزنس إلي جانب أعمالهم الحكومية في الصباح‏,‏ حيث تضم هذه القرية وحدها حوالي‏300‏ مشعوذ يزعمون أنهم يطهرون الأجساد من الأرواح بالإضافة إلي جميع أنواع السحر والتنجيم بداية من قراءة الكف والفنجان إلي الأحجبة أو التداوي بالقرآن وفتح المندل بالنظر في بقعة من الزيت ينكشف فيها كل ما هو خفي‏,‏ وهو ما جعلها قبلة ـ ليس للمصريين وحدهم ـ بل للكثير من العرب الذين سمعوا في بلادهم عن هذه القرية الأسطورية‏.‏
هذه القرية ليست الوحيدة في مصر‏,‏ بل هناك الكثيرين ممن يعملون بشكل فردي وسري أيضا‏,‏ منهم من ورث المهنة عن آبائه وبينهم أيضا شباب يحمل شهادات ومؤهلات عليا ـ لكن سوق العمل حكم عليه بامتهان هذه الوظيفة الأوسع رزقا‏,‏ والتي لن يكون فهمها أصعب مما درس في الكليات‏,‏ بل مجرد مجموعة من كتب السحر المنتشرة أمام المساجد ستفي بالغرض‏,‏ وهو ما فعله دجال الهرم ذو‏35‏ سنة‏,‏ حيث تعلم السحر بهذه الطريقة وبدأ في علاج الناس وتزوج منهم الكثير من الفتيات اللاتي لا يتذكر أعدادهن ولا أسماءهن فجميعهن ممن طلبن العلاج أو حلا لعقدتهن حيث تخطين سن الزواج‏,‏ ولنفس العقدة تم القبض‏(‏ الأسبوع الماضي‏)‏ علي دجال في الجيزة ادعي شفاء المرضي ـ لكن لم يذع صيته إلي هذه الدرجة إلا بعد إيهامه للناس بقدرته علي تزويج بناتهن‏(‏ العوانس‏)‏ لقاء مبالغ كبيرة‏,‏ وقد وجد الكثيرات ممن أقبلن علي علاجه‏,‏ كيف لا وتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يؤكد وجود تسعة ملايين شاب وفتاة تجاوزوا الخامسة والثلاثين من العمر ولم يتزوجوا حتي الآن هذا غير‏75‏ ألف وثيقة طلاق خلال عام واحد‏,‏ وبسبب ارتفاع نسبة العنوسة استدرج‏(‏ مقاول‏)‏ احترف أعمال الدجل والشعوذة في الأقصر خمس أخوات وهتك عرضهن كما أجبرهن علي ممارسة الأعمال المنافية للآداب والتوقيع علي إيصالات أمانة بمبالغ كبيرة‏,‏ كل هذا بزعم تخليصهن من الجان وفك عقدتهن ليتزوجن‏.‏
حالات أخري كثيرة يقوم فيها الدجال بمعاشرة الضحية بعد تخديرها حتي يحدث حمل بعد التأكد من أن العيب في زوجها وبالفعل يحدث الحمل وتنتشر بركات الشيخ فتحمل الزوجة من آخر وهي لا تدري‏!‏ أيضا يلعب الدجالون علي فكرة‏(‏ الربط‏)‏ وهي في الأصل حالة مرضية نفسية مشهورة تسمي‏(‏ وهبة الليلة الأولي‏)‏ يستغلها الدجال ليوهم الرجل بأن شخصا‏(‏ ربطه‏)‏ حتي لا يستطيع معاشرة زوجته‏,‏ ويبدأ في شعوذته وأعماله وبالفعل يعود الرجل لطبيعته بعد عودة الثقة إليه بالإيهام وهو ما يحتاجه بالفعل في هذه الحالة‏.‏
ويلعب الدجالون أيضا علي فكرة المس وفيه يتم الاعتماد علي الحالة النفسية للمريض خاصة أن هناك‏19‏ مليون مصري يعانون من أعراض اكتئابية بينهم خمسة ملايين مكتئب بالتالي يجد الدجال زبائنه ممن يعتقدون أنه قد أصابهم مس‏,‏ بل إنهم قد يلقون حتفهم خلال جلسات طرد الأرواح من جراء الضرب المبرح بزعم أن الضرب للجن وليس لهم كما حدث مع ابنة مزارع في البدرشين كانت تعاني من حالات اختناق ونوبات صرع‏,‏ وكادت أن تموت علي يد الشيخ سيف الدين‏(‏ دجال سوداني‏)‏ والذي أوهم والدها بأن تكاليف العلاج تزيد علي‏150‏ ألف جنيه مما اضطر الأب إلي بيع جزء من أرضه ليدفع له أتعابه‏.‏
ولم تكن هذه الأتعاب كثيرة بالنسبة لدجال شبرا الذي تخصص في النصب علي الفنانين ورجال الأعمال بزعم إنجاح صفقاتهم وبمبالغ خيالية‏.‏
ولا يطلب بعض هؤلاء الدجالين الأتعاب بشكل مباشر‏,‏ بل إنهم يروجون لأنفسهم بزعم أنهم لا يتقاضون أموالا‏,‏ وأن ما يفعله لوجه الله وحده‏,‏ والحقيقة أنه يأخذ ما يريد من خلال مجموعة من الطلبات الغريبة والمستحيلة كفأر أنثاه حامل‏,‏ أو نحلة عرجاء أو رجل صرصور يتيم ابن يتيم وهكذا وإذا لم يستطع الفرد إحضارها‏,‏ فإنه يطلب مبالغ خيالية بحجة إحضارها إرضاء للأسياد وحتي يتحقق المراد‏,‏ وبنفس هذه الكلمات قد تقنع‏(‏ الشغالة‏)‏ سيدتها بحل عقدتها عند هذا الشيخ‏,‏ وبأنها لن تخسر شيئا إذا جربت‏,‏ ومن هنا تلعب‏(‏ الشغالة‏)‏ صلة الربط بين طبقتين‏,‏ خاصة مع قدرتها الشديدة علي الإقناع‏.‏
يفسر د‏.‏ يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة لجوء المصريين إلي هذه الشعوذة بأنه مجرد عامل نفسي وإيحائي يؤثر علي أصحاب القدر المحدود من التعليم‏,‏ كذلك الشخصيات الضعيفة والمهزوزة والهوائية ممن يسهل انقيادهم وبشكل عام نجد السيدات أكثر إقبالا علي هذه الخرافات وذلك لطبيعة شخصيتهن السطحية المنقادة والجاهلة والضعيفة وسريعة التأثر بالعادات والتقاليد والبيئة‏.‏
‏**‏ ماذا عن أصحاب المستوي الثقافي والاجتماعي والمادي مرتفع؟
مع الأسف الشديد نحن لدينا شخصيات من المثقفين ورجال الأعمال سطحية وهوائية وليس لديهم أي نضج نفسي‏,‏ ويتملكهم نوع من حب البحث عن المجهول وتدعمهم فيه قدراتهم المالية‏,‏ فيطرقون أي باب غير معتاد كالدجالين والمشعوذين‏.‏
وتفرق د‏.‏ سامية خضر أستاذ ورئيس قسم الاجتماع والفلسفة في كلية التربية ـ جامعة عين شمس بين ثلاثة أنواع من الخرافات أولاها‏,‏ كما تقول‏:‏ الخرافة مثلما كانوا يخيفوننا ونحن صغار‏(‏ بأمنا الغولة‏)‏ أو الادعاء بأن مكانا ما يسكنه العفاريت‏,‏ وتنتشر هذه الخرافة بين الناس مثل الدخان‏,‏ وهناك أيضا الاستعانة ببعض من يعتقدون بمعرفتهم بالغيب كقراءة الكف والقهوة أو فتح الكوتشينة‏,‏ وهي الأكثر انتشارا بين الناس‏,‏ وأخيرا السحر‏.‏
وتؤكد د‏.‏ سامية علي انتشار هذه الأشياء كلما تدني المستوي الثقافي للناس‏,‏ وإن كانت علي حد قولها هناك دول كثيرة متقدمة مثل أمريكا وأوروبا وفرنسا وألمانيا‏,‏ بها محلات لقراءة الغيب أو البحث عن عمل بواسطة هذه الأعمال حتي أنه يتم الاستعانة بالعراف كلما قربت الانتخابات الأمريكية لتحدد من سينجح ومن سيخسر فالعراف منتشر في العالم كله‏,‏ ولكن ليس لدينا ثقافة عالمية لنعرف ذلك‏,‏ بل إننا نعتقد أنها تقتصر علينا وحدنا‏*‏
منقووووووووول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى