1- شهر رمضان شهر نزول القرآن والكتب السماوية
قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البقرة / 185. وقال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ القدر / 1. وقال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ الدخان / 3.
عن واثله بن الأسقع رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان أخرجه أحمد والطبراني في “الكبير” وحسن إسناده الألباني في “صحيح الجامع” (1509).
فيا أخي الكريم ليكن لك نصيبٌ من القرآن في هذا الشهر المبارك، الذي أنزل فيه، وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة , ففي “الصحيحين” عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
قال الحافظ ابن رجب: “دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان ” انتهى من “لطائف المعارف” (189(.
وقال أيضاً: “كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة كل ست ليال …. وكان قتادة يختم القرآن كل سبع ليال، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.
وكان النخعي يفعل مثل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفى بقية الشهر في ثلاث.
قال الربيع بن سليمان: كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمه.” انتهى من “لطائف المعارف” (ص 191وما بعدها(.
وحال السلف رضي الله عنهم مع القرآن في رمضان عجيبة، فلا تكن من الغافلين في هذا الشهر عن قراءة القرآن , بل كن من الذاكرين له آناء الليل وأطراف النهار.
-2 شهر رمضان شهر القيام والتراويح والتهجد
قف أخي عند هذه البشائر التي بشر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا:
(1) من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه البخاري (2008)، ومسلم (759).
(2) من قام رمضان فهو من الصديقين والشهداء: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء أخرجه البزار، وابن خزيمة، وابن حبان في “صحيحها” واللفظ لابن حبان، وصححه الألباني في “صحيح الترغيب”(993).
(3) من قام مع إمامة حتى ينصرف كتب له قيام ليلة:جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلةأ خرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجة، وقال الألباني في “صلاة التراويح” (ص/15): سنده صحيح.
3- شهر رمضان شهر تكفير الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري (38)، مسلم (759(
قال الإمام الخطابي: “إيمانا واحتسابا أي نية وعزيمة، وهو أن يصوم على التصديق والرغبة في ثوابه، طيبة به نفسه غير كاره له، ولا مستثقل لأيامه، لكن يغتنم أيامه لعظم الثواب” انتهى من”فتح الباري لابن حجر” (4/138-139(
أخي: إن تكفير الذنوب والخطايا نعمة من الله عظيمة، ومنةٌ من الله جسيمة، وذلك لمن سلك سبيل الهداية، وترك سبل الضلال والغواية، وهذا رمضان بين يديك، فاغتنم الفرصة عسى الله أن يغفر لك ذنبك، ويحط عنك خطأك ويمحو عنك سيئاتك.
4- شهر رمضان شهر العتق من النيران
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة. أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجة (1642)، وابن خزيمة (1883)، وحسنه الألباني في “صحيح الترغيب (1/585(
وعن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لله عز وجل عند كل فطر عتقاء أخرجه أحمد (5/256) وغيره، وقال الألباني في “صحيح الترغيب” 1/586 (1001): حسن صحيح .
فتعرض أخي الكريم لنفحات الرب جل جلاله في هذا الشهر الكريم، عسى الله أن يمن عليك بكرمه وجوده فيعتق رقبتك من النار، فتكون من السعداء الفائزين بجنة الخلد عنده سبحانه وتعالى.
5- شهر رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين متفق عليه البخاري (1898)، مسلم (1079)، وفي رواية مسلم عنه: فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين مسلم (1079/2)
اعلم أخي وفقني الله وإياك لطاعته، أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب: منها شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم مثلا فإن الصلاة فيه مضاعفة عن غيره من المساجد، ومنها شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة، ولهذا كانت العمرة في رمضان تعدل حجة , كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجه قال لأم سنان الأنصارية: ما منعك من الحج؟ ” قالت: أبو فلان _ تعني زوجها _ , كان لدينا ناضحان، حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضاً لنا، قال: ” فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي رواه البخاري (1863)، ومسلم (1256)
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف ص (169): “ذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون: إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله……. فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني عليها الإسلام “.
فهلم أخي إلى فعل الخير في هذا الشهر، فالأجر فيه مضاعف، ألا ترى دعاء الملك في رمضان يقول: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
7- شهر رمضان شهر تصفد فيه الشياطين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين متفق عليه، وفي رواية فتحت أبواب الرحمة .