كان سحرة فرعون خمسة عشر ألف ساحر ـ تفسير الإمام الطبري
مسألة: الجزء الثالث عشر التحليل الموضوعي [ ص: 24 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( يَأْتُوكَ بِكُلِ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ( 112 ) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ( 113 ) )
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ مَشُورَةِ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ عَلَى فِرْعَوْنَ ، أَنْ يُرْسِلَ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَحْشُرُونَ كُلَّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ .
وَفِي الْكَلَامِ مَحْذُوفٌ ، اكْتَفَى بِدَلَالَةِ الظَّاهِرِ مِنْ إِظْهَارِهِ ، وَهُوَ : فَأَرْسَلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، يَحْشُرُونَ السَّحَرَةَ .
” وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا ” يَقُولُ : إِنَّ لَنَا لَثَوَابًا عَلَى غَلَبَتِنَا مُوسَى عِنْدَكَ “إِنْ كُنَّا” ، يَا فِرْعَوْنُ ، “نَحْنُ الْغَالِبِينَ” .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
14931 – حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ قَالَ ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ قَالَ ، أَخْبَرَنَا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ” وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ” ، فَحُشِرَ لَهُ كُلُّ سَاحِرٍ مُتَعَالِمٍ ، فَلَمَّا أَتَوْا فِرْعَوْنَ قَالُوا : بِمَ يَعْمَلُ هَذَا السَّاحِرُ؟ قَالُوا : يَعْمَلُ بِالْحَيَّاتِ . قَالُوا : وَاللَّهِ مَا فِي الْأَرْضِ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالسِّحْرِ وَالْحَيَّاتِ وَالْحِبَالِ وَالْعِصِيِّ أَعْلَمُ مِنَّا ، فَمَا أَجْرُنَا إِنْ غَلَبْنَا؟ فَقَالَ لَهُمْ : أَنْتُمْ قَرَابَتِي وَحَامَّتِي ، وَأَنَا صَانِعٌ إِلَيْكُمْ كُلَّ شَيْءٍ أَحْبَبْتُمْ .
14932 – حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، [ ص: 25 ] قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ فِرْعَوْنُ : لَا نُغَالِبُهُ يَعْنِي مُوسَى إِلَّا بِمَنْ هُوَ مِنْهُ ، فَأَعَدَّ عُلَمَاءَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى قَرْيَةٍ بِمِصْرَ يُقَالُ لَهَا : ” الْفَرَمَا ” ، يُعَلِّمُونَهُمُ السِّحْرَ كَمَا يُعَلَّمُ الصِّبْيَانُ الْكِتَابَ فِي الْكُتَّابِ . قَالَ : فَعَلِّمُوهُمْ سِحْرًا كَثِيرًا . قَالَ : وَوَاعَدَ مُوسَى فِرْعَوْنَ مَوْعِدًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَوْعِدِ ، بَعَثَ فِرْعَوْنُ ، فَجَاءَ بِهِمْ وَجَاءَ بِمُعَلِّمِهِمْ مَعَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ : مَاذَا صَنَعْتَ؟ قَالَ : قَدْ عَلَّمْتُهُمْ مِنَ السِّحْرِ سِحْرًا لَا يُطِيقُهُ سِحْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَمْرًا مِنَ السَّمَاءِ ، فَإِنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ ، فَأَمَّا سِحْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَهُمْ . فَلَمَّا جَاءَتِ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ : أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .
14933 – حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ : فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ” ، فَحَشَرُوا عَلَيْهِ السَّحَرَةَ ، “فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ” يَقُولُ : عَطِيَّةٌ تُعْطِينَا ” إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ” .
14934 – حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ : ” أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ” ، أَيْ كَاثِرْهُ بِالسَّحَرَةِ ، لَعَلَّكَ أَنْ تَجِدَ فِي السَّحَرَةِ مَنْ يَأْتِي بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ . وَقَدْ كَانَ مُوسَى وَهَارُونُ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ حِينَ أَرَاهُمْ مِنْ سُلْطَانِ اللَّهِ مَا أَرَاهُمْ . وَبَعَثَ فِرْعَوْنُ فِي مَمْلَكَتِهِ ، فَلَمْ يَتْرُكْ فِي سُلْطَانِهِ سَاحِرًا إِلَّا أُتِيَ بِهِ . فَذُكِرَ لِي ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّهُ جَمَعَ لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفِ سَاحِرٍ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، أَمْرَهُمْ أَمْرَهُ ، وَقَالَ لَهُمْ : قَدْ جَاءَنَا سَاحِرٌ مَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ قَطُّ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ غَلَبْتُمُوهُ أَكْرَمْتُكُمْ وَفَضَّلْتُكُمْ ، وَقَرَّبْتُكُمْ عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِي! [ ص: 26 ] قَالُوا : وَإِنَّ لَنَا ذَلِكَ إِنْ غَلَبْنَاهُ؟ قَالَ : نَعَمَ ! .
14935 – حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : السَّحَرَةُ كَانُوا سَبْعِينَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : أَحْسَبُهُ أَنَّهُ قَالَ : أَلْفًا .
14936 – قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : كَانَ السَّحَرَةُ ثَمَانِينَ أَلْفًا .
14937 – حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَوْدَةَ ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ : كَانَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=7&ayano=11 3