الآثار التاريخية والكنوز الثمينة بين الإنس والجن

آثار الأخدود في نجران وحكاياتها القديمة .

 

30 رجب 14342013-06-0911:05 PM

 

​ورد ذكرها في القرآن .. وتحتاج الاهتمام من هيئة السياحة

 

بالصور.. بقايا آثار الأخدود في نجران وحكاياتها القديمة

شقران الرشيدي- سبق- نجران: تعد منطقة نجران من أكثر المناطق السعودية غنى بالآثار القديمة، وأبرزها تعاقباً في الحضارات الإنسانية التي تحكي رحلة إنسان المنطقة في التاريخ الممتد لأكثر من 1800 عام، فالواقف على أطلال قرية الأخدود الشهيرة، تدهشه بقايا الرسوم القديمة، وتصدمه نقوشها المختلفة، كاليد البشرية والقدم، والحصان، والأفاعي المنحوتة على الصخور من مئات السنين؛ كذلك يتعجب الزائر لها من وجود القلاع، والخنادق، والأحجار الكبيرة، والرحى العملاقة، وبقايا العظام البشرية، والفحم المحروق تحت ركام الأتربة في تلك القرية المنكوبة، والتي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام بها كمنطقة سياحية مهمة على مستوى المملكة.

وتبرز قصة الأخدود كإحدى أهم حكايات الماضي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج، حيث يقول الله تعالى: “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبروجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهودٍ (٣) قتِلَ أَصْحَاب الأخْدودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقودِ (٥) إِذْ همْ عَلَيْهَا قعودٌ (٦) وَهمْ عَلَى مَا يَفْعَلونَ بِالْمؤْمِنِينَ شهودٌ (٧) وَمَا نَقَموا مِنْهمْ إِلا أَنْ يؤْمِنوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨)”.

وتذكر كثير من المصادر والمراجع التاريخية أن الأخدود بنجران حصلت فيه محرقة كبيرة للمؤمنين النصارى على يد ذي نواس ملك اليمن اليهودي زرعة بن تبان أسعد أبو كرب الذي سار إليهم بجنوده حوالي عام 525م، فدعاهم إلى اليهودية، وخيرهم بين ذلك والقتل، فاختاروا القتل فحفر لهم الأخدود وأشعل به النار، ومن لا يؤمن يرميه فيه، فحرق من حرق بالنار، وقتل بالسيف ومثّل بهم حتى قتل منهم تقريباً 20 ألفاً إلا رجلاً واحداً وهو دوس بن ثعلبان، الذي حاول فرسان ذي نواس اللحاق به عند فراره لكنهم لم يدركوه، وهرب إلى قيصر الروم ليستنجد به على ملك اليمن اليهودي، وكان هذا الحادث هو السبب الرئيسي لاحتلال اليمن من قبل الأحابيش لمدة 70 عاماً فيما بعد.

وتعد مدينة الأخدود في نجران من أغنى المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية حالياً، لما تحتويه من كتابات ونقوشات على الأحجار يعود تاريخها إلى أكثر من 1800 سنة تقريباً.

ولكن كل هذه الآثار والبقايا التاريخية المهمة تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام والتنقيب من الهيئة العامة للسياحة والآثار، فالمنطقة تتطلب المزيد من التنظيم لتصبح إحدى أهم الأماكن السياحية في منطقة الشرق الأوسط، وما يعنيه ذلك من ازدهار 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى