دراسات وبحوث وتحليل المنتدى-الإدارة العلمية والبحوثعالم الجآن - الأولون في كوكب الأرض

آكام المرجان في أحكام الجان 18

 

الْبَاب الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة فِي بَيَان طُلُوع الشَّمْس بَين قَرْني الشَّيْطَان

روى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عَمْرو بن عبسة قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أسمع قَالَ جَوف اللَّيْل الآخر فصل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى تصلي الصُّبْح ثمَّ أقصر حَتَّى تطلع الشَّمْس فترتفع قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان فَيصَلي لَهَا الْكفَّار ثمَّ صل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى يعدل الرمْح ظله ثمَّ أقصر فَإِن جَهَنَّم تسجر وتفتح أَبْوَابهَا فَإِذا زاغت الشَّمْس فصل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى تصلي الْعَصْر ثمَّ أقصر حَتَّى تغرب الشَّمْس فَإِنَّهَا تغرب بَين قَرْني شَيْطَان وَيُصلي لَهَا الْكفَّار
وروى مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله الصنَابحِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الشَّمْس تطلع وَمَعَهَا قرن الشَّيْطَان فَإِذا ارْتَفَعت فَارقهَا ثمَّ إِذا اسْتَوَت قارنها فَإِذا دنت للغروب قارنها وَنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصَّلَاة فِي تِلْكَ الْأَوْقَات
قَالَ ابْن عبد الْبر تَابع يحيى على قَوْله فِي هَذَا الحَدِيث عَن عبد الله الصنَابحِي جُمْهُور الروَاة مِنْهُم العقبي وَغَيره وَقَالَ مطرف عَن مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي عبد الله الصنَابحِي وَتَابعه إِسْحَاق بن عِيسَى الطباع وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ أَبُو عبد الله الصنَابحِي واسْمه عبد الرَّحْمَن بن غسيلة وَهُوَ من كبار التَّابِعين وَلَا صُحْبَة لَهُ توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل قدومه الْمَدِينَة بِخمْس لَيَال وللعلماء فِي معنى الحَدِيث قَولَانِ
أَحدهمَا أَن ذَلِك اللَّفْظ على حَقِيقَته وَأَنَّهَا تغرب وتطلع على قرن شَيْطَان وعَلى رَأس شَيْطَان وَبَين قَرْني شَيْطَان على ظَاهر الحَدِيث حَقِيقَة لَا مجَازًا من غير تكييف لِأَنَّهُ لَا يكيف مَا لَا يرى وَحجَّة من قَالَ هَذَا القَوْل حَدِيث عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لَهُ أرايت مَا جَاءَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أُميَّة بن أبي الصَّلْت آمن شعره وَكفر قلبه قَالَ هُوَ حق فَمَا أنكرتم من شعره قَالُوا أَنْكَرْنَا قَوْله … وَالشَّمْس تطلع كل آخر لَيْلَة … حَمْرَاء يصبح لَوْنهَا يتورد
لَيست بطالعة لَهُم فِي رسلها … إِلَّا معذبة وَإِلَّا تجلد …
فَمَا بَال الشَّمْس تجلد فَقَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا طلعت الشَّمْس قطّ حَتَّى ينخسها سَبْعُونَ ألف ملك وَيَقُولُونَ لَهَا اطلعِي اطلعِي فَتَقول لَا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله فيأتيها ملك من الله عز وَجل يأمرها بالطلوع فيستقبل الضياء بني آدم فيأتيها شَيْطَان يُرِيد أَن يصدها عَن الطُّلُوع فَتَطلع بَين قرنيه فيحرقه الله تَعَالَى تحتهَا وَمَا غربت الشَّمْس قطّ إِلَّا خرت لله تَعَالَى سَاجِدَة فيأتيها شَيْطَان يُرِيد أَن يصدها عَن السُّجُود فتغرب بَين قرنيه فيحرقه الله تَعَالَى تحتهَا فَذَلِك قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا طلعت إِلَّا بَين قَرْني شَيْطَان وَلَا غربت إِلَّا بَين قَرْني شَيْطَان
وَقَالَ آخَرُونَ معنى هَذَا الحَدِيث عندنَا على الْمجَاز واتساع الْكَلَام وَأَنه أُرِيد بقرن الشَّيْطَان هُنَا أمة تعبد الشَّمْس وتسجد لَهَا وَتصلي فِي حِين غُرُوبهَا وطلوعها تقصد بذلك الشَّمْس من دون الله وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكره التَّشَبُّه بالكفار وَيجب مخالفتهم فَنهى عَن الصَّلَاة فِي هَذِه الْأَوْقَات لذَلِك وَهَذَا التَّأْوِيل جَائِز فِي لُغَة الْعَرَب مَعْرُوف فِي لسانها لِأَن الْأمة تسمى عِنْده قرنا والأمم قرونا وَقَالَ عز وَجل {وَكم أهلكنا قبلهم من قرن} وَقَالَ تَعَالَى {وقرونا بَين ذَلِك كثيرا} وَقَالَ تَعَالَى {فَمَا بَال الْقُرُون الأولى} وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير النَّاس قَرْني وَجَائِز أَن يُضَاف الْقرن إِلَى الشَّيْطَان لطاعتهم لَهُ وَقد سمى الله تَعَالَى الْكفَّار حزب الشَّيْطَان وَمن حجَّة من تَأَول هَذَا التَّأْوِيل من طَرِيق الْآثَار حَدِيث عَمْرو بن عبسة السّلمِيّ الَّذِي قدمْنَاهُ وَحَدِيث أبي أُمَامَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله أعلم

الْبَاب الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة فِي بَيَان مقْعد الشَّيْطَان

قَالَ أَبُو بكر الْخلال فِي كتاب الْأَدَب أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن صَدَقَة حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم الزُّهْرِيّ حَدثنَا عمي حَدثنَا شُعْبَة عَن مُغيرَة الْعَبْسِي الْأَعْمَى عَن الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قعُود الرجل بعضه فِي الشَّمْس وَبَعضه فِي الظل مقْعد الشَّيْطَان أخبرنَا أَحْمد حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم حَدثنَا عمي حَدثنَا شُعْبَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بِمثل ذَلِك أخبرنَا يحيى بن جعدة حَدثنَا عبد الْوَهَّاب حَدثنَا قُرَّة بن خَالِد عَن نفيع عَن سعيد بن الْمسيب أَنه كَانَ يَقُول مقيل الشَّيْطَان بَين الظل وَالشَّمْس أخبرنَا يحيى أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب أَنبأَنَا سعيد عَن قَتَادَة كَانَ يُقَال مقْعد الشَّيْطَان بَين الظل وَالشَّمْس وَيكرهُ الْقعُود فِيهِ أَخْبرنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَازِم أَن إِسْحَاق بن مَنْصُور حَدثهمْ أَنه قَالَ لِابْنِ عبد الله يكره أَن يجلس بَين الظل وَالشَّمْس قَالَ هَذَا مَكْرُوه أَلَيْسَ قد نهى عَن ذَلِك قَالَ إِسْحَاق ابْن مَنْصُور قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه قد صَحَّ النَّهْي فِيهِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَكِن لَو ابْتَدَأَ فَجَلَسَ فِيهِ كَانَ أَهْون

الْبَاب السَّادِس عشر بعد الْمِائَة فِي لُزُوم الشَّيْطَان القَاضِي الجائر

روى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الله مَعَ القَاضِي مَا لم يجر فَإِذا جَار تخلى عَنهُ وَلَزِمَه الشَّيْطَان

الْبَاب السَّابِع عشر بعد الْمِائَة فِي ادباره إِذا نُودي للصَّلَاة

فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع المنادين حَتَّى إِذا قضى التثويب أقبل حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه يَقُول اذكر كَذَا وَاذْكُر كَذَا مَا لم يكن يذكر قبل حَتَّى يظل الرجل مَا يدْرِي كم صلى وَفِي رِوَايَة أَن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء بِالصَّلَاةِ أحَال لَهُ حَتَّى لَا يسمع صَوته فَإِذا أنْتَهى رَجَعَ فوسوس وَفِي أُخْرَى إِذا أذن الْمُؤَذّن أدبر الشَّيْطَان وَله حصاص قَالَ الْجَوْهَرِي الضراط الردام ضرط يضرط ضرطا مثل خبق يخبق خبقا وَرَأَيْت فِي الجمهرة ضبط ابْن خالويه خبقا بِسُكُون الْبَاء والحصاص بِالضَّمِّ شدَّة الْعَدو وسرعته عَن الْأَصْمَعِي وَقد حص يحص حصا قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة قلت لعاصم بن أبي النجُود مَا الحصاص قَالَ مَا رَأَيْت الْحمار إِذا صر بأذنيه ومصغ بِذَنبِهِ وَعدا فَذَلِك حصاصه قَالَ أَبُو عبيد يُقَال هُوَ الضراط فِي قَول بَعضهم قَالَ وَقَول عَاصِم أحب إِلَى وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي أَو نَحوه وَالله أعلم

ابحث في الكتاب:
اضغط للبحث عن الكلمة داخل الكتاب تحميل الكتاب الأولى السابقة التالية الأخيرة

الْبَاب الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة فِي مشْيَة الشَّيْطَان فِي نعل وَاحِدَة

قَالَ حَرْب حَدثنَا مُحَمَّد بن الْوَزير الدِّمَشْقِي حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا اللَّيْث بن سعد عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا يمشي أحدكُم فِي نعل وَاحِدَة فَإِن الشَّيْطَان يمشي فِي نعل وَاحِدَة قَالَ حَرْب وَسمعت أَحْمد يكره أَن يمشي الرجل فِي نعل وَاحِدَة كَرَاهِيَة وَاحِدَة قَالَ حَرْب حَدثنَا يحيى ابْن عبد الحميد حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي رزين عَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا انْقَطع شسع أحدكُم فَلَا يمش فِي الْأُخْرَى حَتَّى يصلحها

الْبَاب التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة فِي اعتزاله ابْن آدم إِذا تَلا السَّجْدَة

إِذا تَلا ابْن آدم السَّجْدَة اعتزل الشَّيْطَان يبكي وَيَقُول يَا ويله أَمر ابْن آدم بِالسُّجُود فَسجدَ فَلهُ الْجنَّة وَأمرت بِالسُّجُود فأبيت فلي النَّار قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا أَبُو مُسلم عبد الرَّحْمَن بن يُونُس حَدثنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن عبيد الله بن مقسم قَالَ إِذا لعنت الشَّيْطَان قَالَ لعنت ملعنا فَإِذا استعذت مِنْهُ يَقُول قطعت ظَهْري وَإِذا سجدت يَقُول يَا ويله أَمر ابْن آدم بِالسُّجُود فأطاع وَأمر الشَّيْطَان فعصى فلابن آدم الْجنَّة وللشيطان النَّار

ابحث في الكتاب:
اضغط للبحث عن الكلمة داخل الكتاب تحميل الكتاب الأولى السابقة التالية الأخيرة

الْبَاب الموفي عشْرين بعد الْمِائَة فِي أَن التثاؤب وَالنُّعَاس والعطاس فِي الصَّلَاة من الشَّيْطَان

فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني قَالَ شكي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرجل يخيل إِلَيْهِ أَنه يجد الشَّيْء فِي الصَّلَاة قَالَ لَا ينْصَرف أحدكُم حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا قَالَ أَو بكر قَالَ أَبُو بكر ابْن مُحَمَّد حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن جرير عَن الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن قيس بن سكن قَالَ قَالَ عبد الله إِن الشَّيْطَان يطِيف بأحدكم فِي الصَّلَاة فَإِذا أعياه أَن ينْصَرف نفخ فِي دبره ليريه أَنه قد أحدث فَلَا ينصرفن حَتَّى يجد ريحًا أَو يسمع صَوتا
وَقَالَ إِسْحَاق حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ عبد الله إِن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم فِي الْعُرُوق مجْرى الدَّم حَتَّى أَنه يَأْتِي أحدكُم وَهُوَ فِي الصَّلَاة فينفخ فِي دبره ويبل إحليله ثمَّ يَقُول أحدثت فَلَا ينصرفن أحدكُم حَتَّى يجدن ريحًا أَو يسمع صَوتا أَو يجد بللا وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير حَدثنَا مُحَمَّد بن النَّضر حَدثنَا أَبُو غَسَّان النَّهْدِيّ حَدثنَا قيس بن الرّبيع عَن زر عَن عبد الله قَالَ النعاس عِنْد الْقِتَال امنة من الله تَعَالَى وَالنُّعَاس فِي الصَّلَاة من الشَّيْطَان ثمَّ سَاقه عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ عَن أبي زريرة عَن عبد الله حَدثنَا مُحَمَّد بن النَّضر الْأَزْدِيّ حَدثنَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو أَنبأَنَا زَائِدَة عَن يزِيد بن أبي ظبْيَان عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ التثاؤب والعطاس فِي الصَّلَاة من الشَّيْطَان

الكتاب: آكام المرجان في أحكام الجان
المؤلف: محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقيّ الحنفي، أبو عبد الله، بدر الدين ابن تقي الدين (المتوفى: 769هـ)
المحقق: إبراهيم محمد الجمل
الناشر: مكتبة القرآن – مصر – القاهرة

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى