عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه

أطوار التراب الذي خلق منه آدم

 

الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين

قوله تعالى خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
الرحمن 14 – 15 خلق الإنسان من
الصلصال الطين اليابس الذي تسمع له صلصلة أي صوت إذا قرع بشيء وقيل الصلصال المنتن والفخار الطين المطبوخ وهذه الآية بين الله فيها طوراً من أطوار التراب الذي خلق منه آدم فبين في آيات أنه خلقه من تراب كقوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ وقوله تعالى ياأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ وقوله تعالى وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ وقوله تعالى هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ وقوله تعالى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ
وقد بينا في قوله تعالى فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ وقوله مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ أن المراد بخلقهم منها هو خلق أبيهم آدم منها لأنه أصلهم وهم فروعه ثم إن الله تعالى عجن هذا التراب بالماء فصار طيناً ولذا قال أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا وقال وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ وقال تعالى وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ وقال أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ وقال تعالى إِنِّى خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ ثم خمر هذا الطين فصار حماً مسنوناً أي طيناً أسود متغير الريح كما قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قال تعالى إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وقال عن إبليس قَالَ لَمْ أَكُن لاًّسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ والمسنون قيل المتغير وقيل المصور وقيل الأملس ثم يبس هذا الطين فصار صلصالاً كما قال هنا خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وقال وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
فالآيات يصدق بعضها بعضاً ويتبين فيها أطوار ذلك التراب كما لا يخفى
قوله و الْجَآنَّ أي وخلق الجان وهو أبو الجن وقيل هو إبليس وقيل هو الواحد من الجن
وعليه فالألف واللام للجنس والمارج اللهب الذي لا دخان فيه وقوله مِّن نَّارٍ بيان لمارج أي من لهب صاف كائن من النار
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أنه تعالى خلق الجان من النار جاء موضحاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى في الحجر وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ وقوله تعالى قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ

أضواء البيان ج7/ص498:499
محمد الأمين بن محمد الجكني الشنقيطى
وتقبلوا أطيب دعواتي وتحياتي

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى