الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ….
الذي اذهب إليه في هذه المسألة التي أنقسم الرقاة فيه إلي قسمين :
1) منهم من يقول لا ينحرق الجني بل يفر .
2)ومنهم من يقول أن الجني ينحرق وهذا ما اثبته الواقع والتواتر بين المعالجين .
ولكل فريق دليله من السنة وفهمه للأحاديث .
أم فهمي أنا للأحاديث فتدل علي أن الجني ينحرق إذا لم يفر وهذا ما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى )).
أدبر وله ضراط فدل هنا أن الآذن عليه نار اي يحرقه إذا لم يفر .
قال الشيخ ابن جبرين : ( وكثيرا ما يموت تحت الضرب أو تحت القراءة ويحترق بالأدعية والأوراد التي تشتد عليه حتى يموت ويشاهد أنه يجتمع في جزء من البدن كورم يسير يجرح فيخرج قطعة دم وكل هذا معلوم بالمشاهدة والعيان لا ينكره إلا جاهل أو معاند ) .
وهنا كلام لأبي النضر هاشم بن القاسم حول حرق الجن وتأثير كتاب الله عليهم :
قال عن بعض الجن ممن كانوا يسكنون داره : ( فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم – سورة الصافـات – الآية – 1- 10 – ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : أحرقتنا نحن نتحول عنك ).
ولكن يجب علي الرقاة ان يفرقو بين الشياطين المخلده وغير المخلده أم المخلده فهي تضعف وتفر ولا تنحرق وهنا قول لأهل العلم في أدبر الشياطين عند الأذان وهو :
أنما أدبر الشيطان عند الأذان لئلا يسمعه فيضطر إلى أن يشهد له بذلك يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ”
وام غيرالمخلده فهي تتعذب وتنحرق مع الأذن والأذكار والصلاة إلا إذا تشكلاته كما حدث للنبي صلي الله عليه وسلم لما صرفهم الله إلي فأتو للنبي صلي الله عليه وسلم متشكلين وليسوا علي هيئتهم الحقيقية فلم ينحرقوا إذاً اساس عدم حرق الجني الذين جاءُ للنبي صلي الله عليه وسلم ولم ينحرقوا بسبب تشكلهم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وهذا ما ذهب إليه أبو همام الراقي وطلابه أبو هريرة الراقي كان الله لهما .
الكاتب أخوكم : أبو هريرة الراقي .
