الجن - سؤال وجواب - فتاوى الجن

الشياطين والقرناء تلتقي وتتبادل الأخبار

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إن أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الشياطين والقرناء تلتقي وتتبادل الأخبار :
لكل إنسان قرينا من الملائكة وقرينا من الجن

الشياطين والقرناء تلتقي وتتبادل الأخبار، أي الشيء الثابت في الكتاب والسنة أنه قد ينشأ تعامل وتلاق وتبادل أخبار بين الجن والأنس، الحقيقة الأولى أن الله عز وجل جعل لكل عبد من بني آدم قريناً من الملائكة، وقريناً من الجن، الله عز وجل فرز لك ملكاً وفرز لك جنياً، فالملك يلهمك الخير، ويحضك عليه، ويدعوك إلى الطاعة، ويزين لك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، والجني يدعوك إلى المعصية، ويزين لك الشهوة، ويزهدك بوعد الله ووعيده، بنص القرآن والسنة الإنسان معه ملك ومعه جني، الإنسان حتى لا يبقى جامداً يتحرك إما أن يستجيب لوسوسة الشيطان، أو أن يستجيب لإلهام الملك، هذه حقيقة.
بطولة الإنسان أن يستجيب لإلهام الملك لا لوسوسة الشيطان :
الحقيقة وجود ملك يدعوك إلى الخير، وشيطان يدعوك إلى الشر، أداة تحريك لك، حدد موقفك، إما أن تستجيب لهذا أو لهذا، القرآن – سبحان الله – حمال أوجه، أي قوله تعالى:
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
[ سورة الشمس:7-8] من المعاني التي ذكرتها سابقاً وهي أن فطرة الإنسان مبرمجة وفق منهج الله، فأنت مبرمج ومولف ومجبول على الطاعة وكره المعصية، فأنت تلهم الخير ذاتياً، لكنك إذا عملت الخير أدركت ذاتياً أنك تتقي الله، وإذا عملت الشر أدركت ذاتياً أنك عملت شراً، الآن هناك معنى آخر ما دام هناك ملك يلهمك الخير، وشيطان يلهمك الشر، كأن النفس بقرين الملائكة وقرين الجن تلهم الخير والشر، أي أنت ما موقفك؟ يبدو أنه ممنوع أن تبقى ساكتاً، جئت إلى الدنيا من أجل أن تأخذ موقفاً، من أجل أن يكون لك استجابة، من أجل أن تعمل شيئاً، فهناك ملك يدعوك إلى الخير، وشيطان يدعوك إلى الشر، وأنت بين هذا وهذا.
لابد للإنسان من موقف بين الخير والشر
لاحظ نفسك أحياناً يكون عمرك ثمانين سنة، تقول: يا ولد لا تذهب إلى هذا المكان، أي كأنك تحاور نفسك أحياناً، تقع في صراع، ما هو الصراع؟ تعاكس إلهام الملك مع وسوسة الشيطان، أحياناً تسأل نفسك: أصلي أم آكل؟ آكل ثم أنام قليلاً ثم أصلي، تنام استيقظت بعد العصر معنى هذا أنك استجبت لوسوسة الشيطان، أحياناً معك مبلغ تسأل نفسك: هل أدفعه صدقة؟ يقول لك الملك: الله عز وجل يضاعف الصدقة أضعافاً مضاعفة قال تعالى:
﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾
[ سورة سبأ: 39] يقول لك الشيطان: احرص على قرشك، دائماً دون أن تشعر تأتيك خواطر إيمانية، وخواطر شيطانية، امرأة جميلة متبرجة متفلتة مرت أمامك، غض بصرك، تقول: الآن سآكلها إذا نظرت إليها؟ هذا كلام الشيطان، كلام الرحمن غض بصرك، من غض بصره عن محارم الله عز وجل أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه. يقول لك الشيطان: ما فعلت شيئاً إن الله جميل يحب الجمال، كلمة حق أريد بها باطل.
لاحظ نفسك كل يوم خاطر إيماني وخاطر شيطاني، خاطر يدعوك إلى الطاعة، والآخر يدعوك إلى المعصية، أنت بينهم، بطولتك أن تستجيب لإلهام الملك وسقوطك من عين الله أن تستجيب لوسوسة الشيطان.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى