الطب الإلهي والنبويدراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم

الفاتحه شفاء الأبدان

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الفاتحه شفاء الأبدان
وأما تضمنها لشفاء الأبدان: نذكر منه ما جاءت به السنه وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربه.
فأما ما دلت عليه السنه:.
ففي الصحيحمن حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري ((أن ناساَ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب فلم يقروهم ولم يضيفوهم فلغ سيد الحي فأتوهم فقالوا هل عندكم من رقيه . أوهل عندكم من راق ؟ فقالوا : نعم ولكنكم لم تقرونا فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلافجعلوا لهم على ذلك قطيعا من الغنم
فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحه الكتاب . فقام كأن لم يكن به قلبه فقلنا : لا تعجلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأتيناه فذكرنا ذلك فقال : وما يدريك أنها رقيه ؟ واضربوا لي معكم بسهم))رواه البخاري
فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءه الفاتحه عليه فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه مالم يبلغ الدواء
هذا مع كون المحل غير قابل إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين وأهل بخل ولؤم فكيف إذا كان المحل قابلاَ
وأما شهاده قواعد الطب بذلك :.
فاعلم أن اللدغه تكون من ذوات الحمات والسموم وهي ذوات الأنفس الخبيثةالتي تتكيف بكيفيه غضبيه تثير فيها سمية نارية يحصل بها الدغ وهي متفاوته بحسب تفاوت خبث تلك النفوس وقوته وكيفيتها فإ ذا تكيفت أنفسها الخبيثة بتلك الكيفية الغضبية أحدث لها ذلك طبيعه سمية تجد راحة ولذة في إالقائها إلى المحل القابل
وهذه النفوس الغضبية إذا أتصلت بالمحل القابل أثرت فيه ومنها ما يؤثر في المحل مقابلته له وإن لم يمسه فمنها ما يطمس البصر ويسقط الحبل . فإذا قالبت النفس الزكية العلوية الشريفة التي فيها غضب وحميةه للحق هذه النفوس الخبيثة السمية وتكيفت بحقائق الفاتحة وأسرارها ومعانيها وما تضمنته من التوحيد والتوكل والثناء على الله وذكر أصول أسمائه الحسنى وذكر أسمه الذي ماذكر على شر إلى أزاله ومحقه ، ولا على خير الا نماه وزاده . دفعت هذه النفس بما تكيفت به من ذلك إثر تلك النفس الخبيثه الشيطانية فحصل البرء
فإن مبنى الشفاء والبرء على دفع الضد بضده وحفظ الشيء بمثله فالصحه تحفظ بالمثل ، والمرض يدفع بالضد. أسباب ربطها بمسبباتها الحكيم العليم خلقاَ وأمرا ولا يتم هذا إلا بقوه من النفس الفاعله وقبول من الطبيعه المنفعله
فلو لم تنفعل نفس الملدوغ لقبول الرقية ولم تقوا نفس الراقي على التأثير لم يحصل البرء
فهنا أمور ثلاثه : موافقه الدواء الداء وبذل الطبيب له وقبول طبيعه العليل فمتى تخلف واحد منها لم يحصل الشفاء
وإذا اجتمعت حصل الشفاء ولا بد بإذن الله سبحانه وتعالى.
ومن عرف هذا كما ينبغي تبين له أسرار الرقى . وميز بين النافع منها وغيره . ورقى الداء بما يناسبه من الرقى .وتبين له أن الرقيه براقيها وقبول المحل ، كما أن السيف بضاربه مع قبول المحل للقطع . وهذه إشارة مطلعة على ماوراءها لمن دق نظره ، وحسن تأمله .ولله اعلم.
وأما شهادة التجارب بذلك:
فهي أكثر من أن تذكر . وذلك في كل زمان . وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمور عجيبة ولاسيما مده المقام في مكة فإنه كان يعرض لي ألام مزعجة ، بحيث تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءه الفاتحه وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط جربت ذلك مرارا عديدة وكنت اخذ قدحاَ من ماء زمزم فاقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة مالم أعهد مثله في الدواء والأمر أعظم من ذلك ولكن بحسب قوة الإيمان وصحه اليقين .والله المستعان……..
(ابن القيم)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى