عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه

شـــعر وشـــعرآء الجن !

 

شعر وشعراء الجن

للجن حوار مع الإنس، وكلام يوجد منثوراً، كما يوجد منظوماً في شعر ينسب إلى الشعراء الجاهليين. ويروي الأخباريون شعراً ينسبونه إلى جذع بن سنان، ورد فيه وصف ملاقاته للجن ومحاوراته معهم، ودعوته لهم إلى الطعام وامتناعها عن الأكل. كما رووا شعراً لغيره يصف لقاءً بين الجن وبين أصحاب هذا الشعر.
وللبشر ثمانية عشر جنساً من الموزون ( تسمى بحور الشعر )، قلَّ أن يأتي الشعراء بها جميعا بنظمهم ومن اتا بها سمي فحل ، أمّا الجن فزعم بعضهم أن لهم آلاف الأوزان ما سمع بها الإنس.

وسمع من شعرهم

الخير يبقى وإن طال الزمان به::::والشر أخبث ما أوعيت من زاد

عزف الجن

ذكر أهل الأخبار أن الجاهليين كانوا يرون أن الجن تعزف في المفاوز بالليل.

والعزف والعزيف صوت الجن، وهو جرس يسمع بالمفاوز. وهو صوت يسمع بالليل كالطبل.

وروي عن ( ابن عباس ) قوله: ” كانت الجن تعزف بالليل كله بين الصفا والمروة
وقد اشتهر موضع ( العزاف )، وهو موضع يسمع به عزيف الجن.

وقد ادعى أناس من الجاهليين أنهم كانوا يرون الغيلان والجن، ويسمعون عزيف الجان، أي صوت الجن. وقد أكثر الأعراب في ذلك، وأغربوا في قصص الجان، من ظهور الأشباح لهم في تجوالهم بالفيافي المقفرة الخالية، فتصوروه جناً وغولاً

ووجدوا في أهل الحضر، ولا سيما في الإسلام، من ميل إلى سماع قصص الجان والغول. وقالوا: إنهم ربما نزلوا بجمع كثير، ورأوا خياماً، وقباباً، وناساً، ثم إذا بهم يفقدونهم من ساعتهم، وذلك لأنهم من الجن.

يقول امرؤ القيس متفاخراً:

أنا الشاعر الموهوب حولي توابعي ::::من الجن تروي ما أقول وتعزف

ويقول جرير أيضاً:

وإني ليلقي على الشعر مكتهل::::من الشياطين إبليس الأباليسِ

أضف إلى ذلك أن بعض الشعراء مثل الأعشى والفرزدق وغيرهما- قد حكواعن تجاربهم مع الجن، فالفرزدق على سبيل المثال يزعم أن قصيدته الفائية التي يقول في مطلعها: «عزفت بأعشاش وما كدت تعزف» كانت من إيحاء الجن، ويحكي قصة هذه القصيدة قائلاً: «أتيت منزلي، فأقبلت أصعد وأصوب في كل فن من الشعر، فكأني مفحم، لم أقل شعراً قط، حتى إذا نادى المنادي بالفجر، رحلت ناقتي ثم أخذت بزمامها، فقدت بها حتى أتيت ذباباً (وهو جبل بالمدينة) ثم ناديت بأعلى صوتي: أجيبوا أخاكم أبا لبينا، فجاش صدري كما يجيش المرجل، فعلقت ناقتي وتوسدت ذراعها، فما قمت حتى قلت مائة وثلاثة عشر بيتاً».

والمطلع على ساحة الشعر الشعبي لايعدم وجود مثل ذلك قديماً وحديثاً

وقد حدث الشاعر الكبير زبن بن عمير – رحمه الله عن ظروف ولادة قصيدته التي مطلعها: «المرقب اللي صاحبي قد رقابه» بحديث يصفه الشيخ عبدالله بن خميس بأنه (أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع)، يقول زبن: «كنت مسافراً من القصيم أريد حفرالباطن ، ولما جاوزت الأجردي وألممت بأم العشر من أعلى وادي الباطن وكنت أنمنم ببناء هذه القصيدة، وتحتي رحول ماجن وبطيئة السير وكنت ألحها بالعصا وبرجلي ولاتتأثر، ولما ألممت بهذا المكان أصابها جفال وجنون فأخذت تخبط الأرض خبطاً فعلمت أنهم الجن سلطوا عليها، ولما لم أجد فيها الرفق أخذت بندقي فأطلقت خلف الناقة وبعدها هدأت، وإذا بي أسمع صوتاً رقيقاً دقيقاً مترنماً يغني بقصيدتي التي أبنيها وهي هذه:

المرقب اللي صاحبي قد رقابه ::::حق على إليا وطيته لعديه
والله لعدي فيه واروح ترابه ::::من حشمة اللي عقبي العام راقيه

وهكذا ظل هذا الصوت يجاريني ويغني بقصيدتي هذه مدة من الزمن
وأضاف قائلاً: فلقد حدثت هذه الحادثة مع شخص اعرفه جيداً

حيث قال

بينما انا جالس اذا تخطفني النعاس فنمت كالصريع بينما انا كذلك سمعت صوتاً ينادي ويقول يافلان (احتفظ باسمه)


ستعلم اي حيٍ كان فينا ::::اذا ماحل بينكموا عيينا

فإنَّا من بني سالم وإنًا::::من الجن فاصطبر ان ما اتينا

فرد عليهم وقال

علمتم ان نور الله فينا::::فكفوا عننا او ما عفينا

حللتم يابني سالم فاهلاً::::حللتم هيَّناً او غازيينا

وكان العرب يعتقدون أن الشعر من وحي الجن … لاسيما الغريب منه والمتداخل والبديع …

وينسبون للجن البيت المشهور الذي لايدرى من قائله ، وسمع من بعيد بصوت مرتفع :

وقبر حرب في مكان قفـرٍ::::وليس قرب قبر حرب قبرُ

وحرب هذا هو والد ابو سفيان رضي الله عنه وجد معاوية رضي الله عنه فمعاوية بن صخر بن حرب وقد قتل في مكان قفر ولا يعلم من قاتله هكذا جاء

ولذلك اتهموا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشعر والجِنة عندما أتاهم بالقرآن البديع …

فقال تعالى

( وماهو بقول شيطان رجيم )
( وما تنزلت به الشياطين )

ويزعمون أن الشاعر يملي عليه شيطانه لاسيما في الهجاء والشر والمجون …
ولذلك كانوا يفضلون شعر حسان قبل الاسلام على مابعد الاسلام … من حيث
الجزالة والقوة .. وفي هذا نظر ..
ويسمون جن الشعر الهاتف …
وكان لامرئ القيس كما يقال هاتف مشهور اسمه لافظ بن لاحظ .. وللأعشى ( صناجة العرب ) هاتف .. وله
قصة معروفة معه ..
ولذلك يعتقدون أن الشاعر حين يفكر في بناء قصيدته يأتيه الهاتف فيعينه ..
وليس هذا لزاماً دائماً .. فقد لايعينه .. ولكن يعتقدون أنه إن أعانه كان الشعر أجزل
وأبدع .. لإبداع الجن .. وإحكام صنعتهم …
ولذلك كلما خلا الانسان بعيداً عن البنيان تواردت عليه الافكار والاشعار …
وللجن ديوان مطبوع في الاسواق .. جُمع فيه أشهر مانسب للجن من أبيات …
في مايقارب تسعين صفحة ..

كف كبا كف مهلب مهلب الكف كب.مهياك يا صين يا صين اللصيص اللصب

على النهي والهجيرة والمضابي وشب ::: يا حيد منته كناني ماطر الصيف صب

يا مندر السمن من عضمان لحم الجلب .

فرد عليه الشاعر الثاني :

كرعي كرع في ركع ماله شرع يندخل:::صبحية السيل من في الليل رعده يشل

ووحلت بين المقاسم ما دريت أين شل ::::ما بين حدبا وقادم والسنام الفشل

أصفر معصفر عسل صبه ضبي لحم بل .

وهناك من يدعى ان القصيدة الجميلة تنسب للجن أيضا قد قالوها نيابة عن ابن زريق البغدادي والله اعلم

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذل يولعه ::::قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

وهذه بعض اسماء قرناء الشعراء الجاهليين من الجن

لامرئ القيس: لافِطُ بن لاحظ،
وللأعشى: مِسْحَل بن أثاثة
ولعبيد بن الأبرص: هبيد بن الصلادم
وللنابغة الذبياني: هاذر بن ماذر
وللكميت: مدرك بن واغم
ولبشر بن أبي خازم: هبيد
ولزهير بن أبي سلمى: زهير
ولبشار بن برد: شنقناق
ولطرفة: عنتر بن العجلان
ولقيس بن الخطيم: أبو الخطَّار
ولأبي نواس: حسين الدَّنَّان
ولأبي تمام: عتَّاب بن حبناء
وللبحتري: أبو الطبع
وللمتنبي: حارثة بن المُغَلِّس.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى