كيف أجعل من ابني قائدًا؟

كيف أجعل من ابني قائدًا؟
“ليست هناك جينات لتطوير الشخصية وتعزيز تقدير الذات واحترام الآخرين، فليس هناك ابن مولود بشخصية مسئولة وآخر بشخصية متسيبة. لكن أطفالنا اكتسبوا شخصياتهم وتقديرهم لذاتهم من خلال التجارب المتكررة في ماضيهم”.. بهذه الكلمات استهل نزار رمضان ـ خبير التنمية البشرية ـ حديثه، موضحًا أنه لا بد أن نعلم أن السمات الشخصية -مثل سمة تحمل المسؤولية- مكتسبة، وبالتالي فالسمات الشخصية قابلة للتغيير. وإذا كانت السمات الشخصية مكتسبة، فإننا بشكل طبيعي نستطيع تعليمها وتغييرها. وبالتالي لابد أن يوقن المربي ذلك حتى لا يتكون بينه وبين الابن الحبيب حاجز نفسي أثناء التربية والتغيير في السمات الشخصية. فالمربون قادرون على تهيئة الظروف الملائمة لتعزيز التغيير وجعل الابن مسئولًا مقدرًا.
وأشار إلى أن المعلم والمربي قادران على إحداث التغيير في السمات الشخصية لأحبابنا بواسطة مواقفهم الذهنية، ومحتوى مناهجهم التعليمية، والجو العام الذي يهيئونه. ومن الاستراتيجيات العامة التي تساعد المربين على بناء شخصية مسئولة واعية خماسية مهمة متكاملة:
1- الهدف: الخطوة الأولى لتعليم قيمة المسؤولية، “فمعرفة الهدف من قيمة المسؤولية والتركيز عليه لمدة لا تقل عن 21 يومًا، عن طريق ملصق أو نشيد تذكيري”، وهذا مهم جدًا.
2- التعريف: وهو وصف الحاجة إلى قيمة المسؤولية ومعناها، ويتم ذلك بشرح القيمة تاريخيًا وعقائديًا، فليس من المفترض معرفة ما تعنيه قيمة المسؤولية، حتى لو كان البعض يقوم به من قبيل العادة فقط، ولكن لا بد أن يتولد بعد المعرفة سلوك إيجابي مغروس، معنًى وفعلًا، مثل مساعدة المحتاج، وحل الواجبات، والتصفح الآمن للشبكة العنكبوتية.
3 – العرض: ليست هناك طريقة مثالية لتعليم قيمة المسؤولية، ولكن هناك طرق مقترحة لعرض القيمة، مثل تجسيد القيمة مظهرًا وواقعًا (مجسم – ملصق – مجلة – كتاب – فيديو كليب)، وعرضها على الأبناء لتحديد شخصيات تحتك بالابن وتتميز بقيمة المسؤولية.
4- التطبيق: إن الإظهار والتعريف والعرض وحده لا يكفي، ولكن ينبغي التدريب لمدة لا تقل عن 21 يومًا أو تنظيم ثنائيات بين الأقارب أو الإخوة للممارسة العملية للمسؤولية، مثل التبرع – القراءة – الصيام – الدعاء – المقاطعة- مراسلة المواقع – حل المشكلات.
5- التعزيز: الخطوة الأخيرة والضرورية من خطوات بناء المسؤولية تتمثل في تعزيز السلوكيات الملائمة للمسؤولية من إماطة الأذى، وفعل الخيرات، والحفاظ على البيئة، وتشجيعهم على استخدام هذه القيمة في حياتهم، مثل الحديث مع الابن على فعله الإيجابي، وكذلك مكافأة الابن عند عمل فعل جيد مبني على المسؤولية.