ما الفرق بين الجن والشيطان وإبليس؟
الجواب:
فأقول مُستعينًا بالله: الجن هم القسم الثاني من الخلق المُكلَّفين، وهم قسمٌ من الثقلين المذكورين في قوله – تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ
}، وفي قوله – تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.
أما الشيطان فهو إبليس، وهو مخلوق من نار، كما قال – تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نار}، ولأنه خُلِقَ من النار اختصَّ بفرط القوة الغضبية والحمية الذميمة، ولذا امتنع عن السجود لآدم لما أمره الله، كما قال – تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً
}، قال ذلك الراغب الأصفهاني في كتابه (المفردات في غريب القرآن).
وكلُّ مارد من الجن أو الإنس يسمى شيطانًا، قال – تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}،