هل الجِنّ يدخلون الجَنّة مع الإِنس ؟

***
السؤال: هل الجن يدخلون الجنة مع الإنس؟ ويعيشون سواء في الجنة ؟
الإجابة:
مؤمنوا الجن يدخلون الجنة، ومن مات على الكفر منهم دخل النار، كما أن الإنس مؤمنهم للجنة، ومن مات على الكفر في النار ..
قال تعالى: ﴿ وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾ [الجن:١٥]،
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف:١٠٧]،
وقال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض ٍ﴾ [آل عمران:١٩٥]
وهم مكلفون، وما جعلوا من المكلفين إلا لأنهم يثابون أو يعاقبون.
وأما هل سيكونون مع الإنس، فلا مانع من ذلك، وأنهم يتراءون في الجنة، وفيه يوم المزيد يجتمع فيه أهل الجنة، وهذا شامل لبني آدم وللجن،
وهكذا في أرض المحشر يحشرون جميعًا الجن والإنس، في أرض كقرصة النقي، ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي، ويشفع الأنبياء في أممهم من الجن والإنس،
وكل نبي أرسل إلى قومه من الجن والإنس، إلا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسله الله تعالى إلى الناس كافة من جن وإنس،
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين َ﴾ [الأنبياء:١٠٧]،
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أمتي أمتي »(٢) يشفع فيهم، وأمته من الجن والإنس،
وقال أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: « من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه »(٣)،
فمن كان من أهل التوحيد يشفع فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الجن والإنس، من الرجال والنساء، ويستفتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجنة لأهلها،
وأول من يدق باب الجنة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمته هم السابقون من الجن والإنس،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة »(٤).
____________________
(١) شذرات وفوائد من أوائل الدروس العامة، المجموعة (ب).. دماج – دار الحديث.
(٢) جاء من حديث أنس أخرجه البخاري (٧٥١٠)، ومسلم (١٩٣).
ومن حديث أبي هريرة أخرجه البخاري (٤٧١٢)، ومسلم (١٩٤).
ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه مسلم (٢٠٢)، وغيرهم.
(٣) أخرجه البخاري (٩٩).
(٤) أخرجه البخاري (٨٧٦)، ومسلم (٨٥٥).