هل تصفد الشياطين التى رصدت فى الاجساد؟مع باقى الشياطين فى رمضان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
هذا توجيه العلامة الشيخ / ابن عثيمين رحمه الله على الحديث من شريط، أربعون سؤلاًً في فقه وفضل القيام والصيام، للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
قال الشيخ: بين النبي صلى الله عليه وسلم المراد بهذا حين قال: ( فلا يخلصون إلى ما كان يخلصون إليه من قبل) يعني لا يستطيعون أن يضلوا مثل ما أضلوا من قبل في بقية الشهور،
فهي لا تصفد مطلقاً بحيث لا تُغوي أحداً، بل هي تغوي لكنه ليس كإغوائها في غير رمضان، كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ( فلا يخلصون إلى ما كان يخلصون إليه من قبل ) هذا وجه.
وجه آخر أن في بعض لفظ الحديث: (تصفد مردة الشياطين) يعني الأقوياء في شيطنتهم وعلى هذا فيكون من دونهم يمكن أن يوسوس للناس، لأن بعض الناس قال كيف تصفد الشياطين ونجد في بعض الناس من يزداد فسق في رمضان، نقول في هؤلاء تسلط عليهم من دون المردة، أو يقال أنه لولا رمضان لكان هذا الإغواء أكثر واشمل، وهذا الثاني: اعني التأويل الثاني أقرب للواقع لأن الواقع أن أهل الخير يكون إليهم رغبة في الخير وبعدُ عن الشر، وأهل اشر ربما يزداد شرهم في رمضان أهـ.
[/align]
ماذا تقولون في تصفيد الشياطين في رمضان ؟ .
الجواب:
الحمد لله
روى البخاري ( 1899 ) ومسلم ( 1079 ) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ
النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ ).
وقد اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوال .
قال الحافظ ابن حجر نقلا عن الحليمي : ” يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا
يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي
فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر ، وقال غيره – أي غير الحليمي – المراد
بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم …. وقوله صفدت … أي شدت بالأصفاد وهي
الأغلال وهو بمعنى سلسلت …. قال عياض يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك
كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ،
ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون
كالمصفدين ، قال ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن بن شهاب عند
مسلم فتحت أبواب الرحمة ، قال ويحتمل أن يكون …. تصفيد الشياطين عبارة عن
تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات . قال الزين بن المنير والأول أوجه ولا
ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره ” فتح الباري 4/114
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن قول النبي صلى الله عليه وسلم
( وصفدت الشياطين ) ومع ذلك نرى أناسا يصرعون في نهار رمضان ، فكيف تصفد الشياطين
وبعض الناس يصرعون ؟
فأجاب بقوله : ” في بعض روايات الحديث : ( تصفد فيه مردة الشياطين ) أو ( تغل )
وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية التي موقفنا منها التسليم
والتصديق ، وأن لا نتكلم فيما وراء ذلك ، فإن هذا أسلم لدين المرء وأحسن عاقبة
، ولهذا لما قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إن الإنسان يصرع في
رمضان . قال الإمام : هكذا الحديث ولا تكلم في هذا .
ثم إن الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ، بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله
تعالى في رمضان . ” انتهى كلامه [ مجموع الفتاوى 20 ]
وعلى هذا فتصفيد الشياطين تصفيد حقيقي الله أعلم به ، ولا يلزم منه ألا يحصل
شرور أو معاصي بين الناس .