خطبة جامع العلوانية – حي البلد – فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 16 محرم 1447 هـ
موضوع الخطبة : الغيبة والنميمة
………………………………………………………………………..
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
الحمد لله تعالى القائل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12
والصلاة والسلام على النبي القائل ( لا يدخل الجنة نمَّام )
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله
وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
………………………………………………………………………..
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرك أخاك بما يكره)
قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)
وروى الطبراني عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الرِّبَا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل إتيان الرجل أمَّه ، وإن أرْبَى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه
– وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة نمَّام))، وفي رواية ((قتَّات))
وعن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: ((مرَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: إنَّهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير أمَّا أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأمَّا الآخر: فكان يمشي بالنَّمِيمَة فأخذ جريدة رطبة، فشقَّها نصفين،
فغرز في كلِّ قبر واحدة
فقالوا: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعلَّه يخفِّف عنهما ما لم ييبسا )
عباد الله
الغيبة والنميمة
داءان ومرضان من أفسد الأدواءوأخطر الأمراض وأفتكها بالأفراد والمجتمعات، على مختلف طبقاتها .
تجلب الشر وتدعو إلى الفرقة وتوغر الصدور وتثير الأحقاد،
وتحط بصاحبه لأسفل الدركات، وتنشر بين الناس الكراهية والأحقاد،
ولذلك حذّر الله ورسوله منها،
ولكنها مع الأسف شاعت بيننا وأصبحت فاكهة نزين بها مجالسنا، وقليل منا مَن يسلم من الوقوع بها ، بل كثير وكثير من الناس يمارس الغيبة والنميمة ولا تجد من ينكر عليه،
وقد تجده عابدًا متصدقًا محسنًا وصاحب سنن وحضور جنائز وصدقة
لكنه يقع بالغيبة والنميمة والبهتان، ولا حول ولا قوة إلا بالله
…………………………………………………………………………
اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
…………………………………………………………………………
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا
…………………………………………………………………………
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين
من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
…………………………………………………………………………
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه
واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله :
…………………………………………………………………………
روى الإمام مسلم عن. أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: أي المسلمين أفضل؟! قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده”. رواه مسلم.
وروى الإمام الترمذي عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: “ما النجاة؟!”، قال: “أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك”.
عباد الله
احذروا من الغيبة والنميمة
احذروا عثرات اللسان، فلا تطلقوا له العنان؛ فإن اللسان يوقع في الموبقات والدركات، ويورث الحسرات والآفات،
وقد حذر النبي -عليه الصلاة والسلام-: فقال
“إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ الِّلسانَ فتقول: اتَّقِ اللهَ فينا، فإنما نحن بك، فإن استقَمتَ استقَمْنا، و إن اعوَجَجْتَ اعْوجَجْنا”. أخرجه الترمذي
• وصدق القائل حيث قال:
كم في المقابر من قتيل لسانه ♦قد كان هابَ لقاءَه الشجعانُ
وصدق القائل حين قال
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ فَكُلُّكَ عَـوراتٌ وللنّـاسِ ألسُنُ
وعَينـاكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ
…………………………………………………………………………
اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
____________________________________________
اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت
اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللَّهُمَّ إنَّا نسألك الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعفافَ والْغِنَى
اللهم ربنا أعنا ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم ربنا إهدنا يسر الهدى لنا إهد عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين
اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين
اللهم ربنا وفقهم لما تحب وترضى،وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم،
وأرزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم،
اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين
للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم
اللهم ربنا وأجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين
اللهم ربنا إجعلنا وزوجاتنا وذرياتنا من عبادك الذين
أحببتهم ورضيت عنهم يارب العالمين
اللهم ربنا إغفر لنا ولأبائنا ولإمهاتنا وجميع المسلمين
الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار
وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار )
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180 – 182]
______________________
