قصص يحكيها الرقاة صفعة على الوجه
5 أبريل 2011   //   By:   //   دراسات وأبحاث العين والحسد والغبطة   //   1 comment   //   2102 Views

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

إنها قصة أسرة عاشت في هناء ، غمرتها السعادة ، الطمأنينة عنوانٌ لبيتها ، الحب والحنان رمزٌ لهم ، وكان أعظم سرِّ لسعادتهم هو إيمانهم وصلاحهم .

عاشت هذه الأسرة بُرهة من الزمن ، فالزوج في مَنصبٍ لا بأس به ، فدخله الشهري يقوم بعبء الأسرة على أكمل وجه .

والزوجة ماهرة في إدارة بيتها ، والمحافظة على البيت وترتيبه ، والعناية بأولادها وبشؤونهم ، وكذا الزوج له أوفر الحظ من الراحة والاعتناء ، بل حتى الخادمة !! كانت تنال شيئاً من حسن المعاملة وطيب الأخلاق ، فأجرها لا يتأخر عنها البتة ، وتأخذه كاملاً ومن غير طلبٍ منها .

لقد كان الناس إذا وصفوا السعادة ، أشاروا بأصابعهم ، نحو منزل ….. فالأعين مسلطة على ذلكم البيت ، كَثُر حُسَّادهم ، وزاد الحقْدُ عليهم ، وبالرغم من هذا كله حفظهم الله من مكر الناس ومن كيدهم .؟!

ولكن ثَمة أمرٍ لاحِيدة عنه ولا محيص .

ففي وسط الأسبوع وفي يوم الثلاثاء ووقت دخول الزوج مع أولاده إلى منزله ليشم الرائحة الفوّاحة ، والتي تعودها من زوجته الغالية لم يجدها ؟ الاستقبال عند الباب فقده !!
أحسّ بشيءٍ غريب في منزله ؛ لا غداء ..؛ لا اعتناء بالمنزل ؛ حاله كما خرج منه في الصباح إلى عمله !؟!

فُتِحَ باب غرفة الزوجة وخرجت زوجته ، ولكن هل هي الزوجة التي كانت بالأمس ؟
لقد ربطت على رأسها بعصابة كاد أن ينفجر رأسها من شدة الألم ، العينان محمرّتان ، يا الله ! ما الخطب وما الأمر ؟!

سارع الزوج إلى إدخال أولاده إلى غرفتهم ، ومن ثَم توجه نحو زوجته يسأل عن حالها ويطمئن عليها ، أقبل وأدبر ، ولم تجبه الزوجه !!

بل ردَّت عليه بكل قسوة ، ومن ثَم بسخرية بعدم السؤال ، وأن هذا أمر لا يعنيه ؟!! طار عقله ، أصبح لسان حاله يقول : إذا كان الأمر لا يُعنني ، فمن الذي يعنيه أمر زوجتي ؟

استغرب الزوج حالة زوجته . ، حاول بشتى الطرق أن يعرف ، ولكن دون جدوى ، اتصل بأهل زوجته ، جاءوا جميعاً للاطمئنان على ابنتهم ، الكلُّ استغرب حالتها ، حاولوا أن يتحدثوا معها وللأسف لم يخرجوا بكبير فائدة .

وفي نهاية المطاف قررَّوا عرضها على طبيبٍ نفسي ! نعم لقد عُرضت على الطبيب النفسي ، وأخَذَتْ عقاقير العلاج ، والغريب أنها زادت حالتها بدلاً من أن تهدأ ، أو على اقل الأحوال أن تستقر كما كانت .؟؟

رغبوا أن يأتي أحد الرقاة ويرقيها الرقية الشرعية ، وبالفعل جاءوا وطرقوا باب الرقية ، وكان كذلك ، استمرت الرقية عليها ثلاث سنوات ، كان يظهر عليها التعب والآلام الظاهرة غير أنها لا تقدر أن تفصح وتعبر ما بداخلها ، فأي سؤال يوجه لها يكون الجواب : لا ، لا شيء !!!!

بل حتى تشخيص الحالة غير معروف لدى أهلها ، جُنَّ جنون الزوج ، فالأطباء لم يجدوا شيئاً ، وكذا من رقاها لم يثبت ( !!! ) عليها شيئًا من مسٍ ، أو عين ، أو سحر …

تعب الزوج من المعاناة ، فكر كثيرًا في الطلاق ، ولكن شيئًا واحدًا كان يرده ويدعوه إلى التريث : إنهم الأطفال . .
.
قرر الزوج أن يوقف العقاقير والرقية ، ويصبر مدة ثلاثة أشهر ، وبعدها يحدد المصير إما الوِفاق وإمّا الفِراق !! . .

رجعت الآلام تزيد على الزوجة شيئًا فشيئًا ، شحب لون الزوجة ، تغير ملامح وجهها ، يقول عنها زوجها :

” لم أعُد أتحمل تصرفاتها ، لا أطيق الجلوس معها بعد أن كنت أحبها ، أهْمَلَتْ حقوقي وحقوق فلذات كبدي ، أهْمَلَتْ منزلها ، أهْمَلَتْ كلّ ، لقد أصبحتْ طريحة الفراش دائمًا تشكو الآلام ! أصبحتْ جسدًا بلا رُوح . ولقد تمنيت كثيرًا موتها رحمة بحالها !! ”

نعم إلى هذه الحالة وصلت تعاسة هذه الأسرة التي كانت تنعم بالسعادة والسرور ، توقفت الرقية عنها شهرين ، وفي مطلع شهر رمضان ….

وفي مطلع شهر رمضان .

أقنع الزوج أحد الناصحين بالرجوع إلى الرقية ، لاسيّما في شهر رمضان شهر القرآن ، وافق الزوج واستجاب وكانت خيرة له ، عُرضت الحالة على أحد الرقاة ، فرحب بمستعدة هذه الأسرة لاسيّما لصلاحهم وتقواهم

زارهم الراقي وأخذ يلم جوانب الحالة لدراستها ، وبالفعل بدأت الرقية على الزوجة ، وفي الأسبوع الأول وقعت أمورٌ غريبة في المنزل :

كالروائح الكريهة جدًا _ مع العلم أن المنزل كان معطرًا بالكامل _ وأصوات مزعجة

والعجيب إذا اتُجِه نحو الصوت لا يوجد أحد !!
استمرت الرقية في الأسبوع الثاني والآلام ظاهرة على الزوجة ، وهنا حصل أمرًا يكاد العقل أن يرفضه ، والعين أن تكذبه ، لو لا أنها رأته أمامها ،
إنها نارًا اشتعلتْ من وسط الجدار وسارتْ نحو الستارة فأحرقتها حتى سقطتْ محترقة !!

تكرر الفعل مرتين أو ثلاثة ، شاهد ذلك الراقي والزوج .

ومع كلُّ هذا كانت الزوجة على حالتها لم يتغير شيئًا تقريباً ..

وفي آخر الأسبوع الثالث وفي آخر ساعة من عصر يوم الجمعة ، وبعد الاستمرار بالرقية قرابة الساعتين ، ومع الإلحاح في الدعاء أذن الله تبارك تعالى لتنكشف حالة المرأة ، ولتنصرع وليتخبط الجان ، ولقد كانت محاولة الهروب أكثر من مرة ، استمر الراقي بالرقية بعد المغرب، وكذا بعد العشاء وحتى الساعة الحادية عشر ليلاً .

نعم لقد وجدها الراقي فرصة ثمينة للمسك بطرف الخيط الذي من ورائه يعرف بإذن الله سر حالة هذه المرأة المسكينة .

استمرت الرقية من الغد ، واستمرت آيات الوعظ وآيات الحرق والعذاب ، وآيات السحر وإبطاله ، ويالله لقد ظهرت إرهاصات توحي بأن الحالة سحر لا محالة !

ازدادت الحالة يومًا بعد يوم سوءًا ، حتى أن الزوج هَمَّ بأن يوقف الرقية من شدة ما تعاني منه الزوجة من الآلام والتعب ، ولكن الراقي أصرّ على المواصلة لاسيّما وقد بدت بوادر الفلاح تلوح ، ورأى رايات النصر قادمة ، طمأن الراقي الزوج وأخبره بأن المسألة بحاجة ماسة إلى صبر ، فالحالة لها سنوات ، والعلاج لن يكون بيوم وليلة ، ولكن شيئًا من الصبر ، ” ومن يتصبّر يصبره الله ” استمرت الرقية ، وزاد التعب ، وشيئًا فشيئًا حتى جاء ذلك اليوم الذي انتظره الراقي بلهفٍ شديد ؛ نعم لقد بدأت الحرب بين الراقي والشيطان _ خادم السحر وبدأت الصولات ودارت الجولات ، بدأت الموعظة ، ومن ثَم التهديد والوعيد تارة ، والضرب _ المنضبط الحذر _ تارة آخرى .

كانت المناقشات والحوارت شديدة ، حتى أتى ذلك اليوم ليحسم الأمر مع الجان علىأن يخرج السحر في اقل مدة وجيزة ، فاستجاب ، وبدأ يُخرج شيئًا فشيئًا من السحر ، وكان الراقي في كل جلسة يعرض عليه الحكمة من خلقة ، وما المصلحة العائدة عليه من جرّاء فعله مع السحرة ، إلى أن عُرِض َعليه الإسلام ، وبعد شبهات وأمنيات بُيِّنَ عَوَرُها لخادم السحر ، لان جانبه ودخل في الإسلام ، وأخرج السحر خلال بضعة أيام ، وطلب من الزوج أن يحلله ؛ لأنه كان جاهلاً ومخدوعًا ومهددًا في نفس الوقت من السحرة ومردتهم ، وطلب من الزوجة المسامحة والغفران ، بكى واستغفر واعتذر عما بدر منه .

أخذ الراقي عليه العهد وخرج ولله الحمد المنة أولاً وآخرًا .

بدأت حالة المرأة تتحسن شيئاً فشيئًا ، ولم يكد ينتهي شهر شوال إلا وانتهت حالتها ، ولقد استمر الراقي يرقيها شهرًا كاملاً ولله الحمد والمنة وما بها من قَلَبَة ، فرجعت إلى بيتها وإلى العناية به ، وإلى زوجها ولفلذات كبدها ، ودبَّت السعادة من جديد ، فقرت عين الزوج بزوجته ، وحمد الله _ عز وجل _ على ما منَّ به على زوجته بالشفاء .

فلله الحمد من قبل ومن بعد وله الفضل وحده

لقد كان كل ذلك بسبب صفعة على وجه الخادمة ، بعد أن أفسدت ملابس أطفالها أثناء غسلها ؛ فكانت هذه الصفعة وكان هذا السحر . 

About the Author :

Related News
1 Comment to “قصص يحكيها الرقاة صفعة على الوجه”