عالم الجآن - الأولون في كوكب الأرضعالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه

خلق الناس وخلق الجن

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم

شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

خلق الناس وخلق الجن : ثم الإيمان بأن الله -عز وجل- خلق الخلق، وهم خلق من خلق الله، خلقهم كما شاء ولما شاء، وفيهم مؤمنون وكافرون، وبذلك نطق الكتاب وجاءت به الرسل، وخلق إبليس، وهو رأس جنود الشياطين، وهو يغوي بني آدم ويوسوس في صدورهم، ويفتنهم ويُحسن عندهم القبيح، ويدعوهم إلى مخالفة ربهم -عز وجل-، وهو عدوهم، يجري منهم مجرى الدم، لا يضر المعتصمين بالله كيده.

والآي في كتاب الله -عز وجل- بذكره وأخباره أكثر من أن تحصى، فمن أنكر أمر الجن، وكون إبليس والشياطين والمردة وإغوائهم بني آدم -فهو كافر بالله، جاحد بآياته، مكذب بكتابه .

——————————————————————————–

نعم. الإيمان بأن الله -عز وجل- خلق الخلق، فهم خلق من خلق الله، هذا لا بد منه، أن الله هو الخالق، قال -تعالى-: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا فمن أنكر أن الله خلق الخلق فهو كافر؛ لأنه مكذب لله، فالله خلق الخلق ومنهم: الناس -بنو آدم- والجن، والملائكة، والحيوانات، وكل شيء في هذا الوجود، فالله خلقه وأوجده، من أنكر ذلك فهو كافر.

“خلقهم كما شاء ولما شاء” أي: لحكمة، خلق الجن والإنس لحكمة، بينها -تعالى- في قوله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي: ليوحدونِ، وليعرفوه بأسمائه وصفاته، كما قال الله -سبحانه-: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا .

“وفيهم مؤمنون وكافرون” والله -سبحانه وتعالى- خلقهم منهم كافر ومنهم مؤمن؛ لحكمة بالغة، كما قال -سبحانه- في سورة “التغابن”: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ؛ ولهذا قال: “وبذلك نطق الكتاب” يشير إلى الآية.

“وجاءت به الرسل، وخلق إبليس” كما قال -سبحانه-: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ الملائكة خلقوا من نور، وإبليس خلق من نار، وآدم خلق من تراب، من طين، وأبناؤه خلقوا من سلالة من ماء مهين، وخلق إبليس وهو رأس جنود الشياطين، وهو يغوي بني آدم، وهذا معلوم، يغويهم، وأنه طلب الإنظار: قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فأنظره الله، ثم قال: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ .

لا بد أن يغويهم ويوسوس في صدورهم: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ويفتنهم ويحسن عندهم القبيح، ويدعوهم إلى مخالفة ربهم -عز وجل-، وهو عدوهم، كما قال -سبحانه-: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ .

فلا بد من الإيمان بهذا كله، “يجري منهم مجرى الدم” كما في الحديث: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم لا يضر المعتصمين بالله كيده، من اعتصم بالله كفاه الله كيده وشره؛ ولهذا قال الله -عز وجل-: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وقال عن إبليس: لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ .

والآي -أي: الآيات في كتاب الله عز وجل- بذكر إبليس وأخباره أكثر من أن تُحصى، فمن أنكر أمر الجن فهو كافر؛ لأنه مكذب لله، إذا أنكر ثقلا من الثقلين: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ .

من قال: ليس هناك جن، أنكر الجن فهو كافر؛ لأنه مكذب لله، وكذلك من أنكر إبليس والشياطين والمردة وإغواءهم بني آدم فهو كافر؛ لأنه مكذب لله، لأن الله ذكر هذا في القرآن، ذكر إبليس والجن، وذكر أنه يُغوي، فمن أنكر ذلك فقد كذب الله وجحد آياته، ومن كذب الله كفر؛ ولهذا قال المؤلف: “ومن أنكر أمر الجن، وكون إبليس والشياطين والمردة وإغوائهم بني آدم -فهو كافر بالله، جاحد بآياته، مكذب بكتابه؛ لأن هذا موجود في القرآن. نعم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى