عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه
النفث بكلام الرحمن المضاد لشر النفاثات في العقد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنتكلم عن الفرق بين النفث الشيطاني
والنفث المضاد له
وأقصد النفث بكلام الرحمن والذي جعله الله للمؤمنين شفاء ورحمه
وجعله الله للظالمين من شياطين الجن والإنس خسارة وهزيمة منكرة
بحول الله وقوته
فألم يقل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم عن سورة البقرة المباركة
أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وهم ( السحرة ) لعنهم الله
فلو تأملنا كلام إمامنا الأعظم عليه الصلاة والسلام
ماذا يقصد بلا تستطيعها البطلة
أي أنها تكون بإذن الله مبطلة لأسحارهم ومفشلة لمخططاتهم
وموقفة لزحف حزب الشيطان ومفرقة لهم بحول الله وقوته
فالشيطان والساحر وجهان لعملة واحدة
وهي عملة الشر والسحر ومضرة الناس
فلا يستطيع الشيطان لوحده الوصول إلى نفس وقلب الإنسان
إلا من خلال نفس الساحر الخبيثة والتي هبطت من النفس البشرية
المحبة للخير إلى النفس الشيطانية المحبة للشر والسوء ومضرة الخلق
وكذلك لا يستطيع الساحر أن يصل بضره إلى الإنسان البعيد عنه
إلا من خلال الشيطان الخبيث وبهذا فكل منهم يحتاج للآخر
كمقص الخياطة فهو لا يجدي إلا بوجود شفرتان متقاطعتان
كل منهما يكون مساعدا للآخر وإذا إنتفت إحدى الشفرتان
إنتفت عملية القص
وذلك من خلال تعاون الإنسان الظاهر بالشيطان الباطن
وقد فصل تعالى بين عالمي الجن والإنس، وجعل بينهما برزخاً،فلا يلتقيان بالحالة العامة
النظامية،
أما إذا صار شذوذ عن أوامر الله وارتكاب للدنايا، عندها يسلك شياطين الجن
مع الإنسان الساحر العاصي الشاذ المخالف لأمر الله،فيظهرون على الإنسان المخطئ
بالارتكابات، ويخيِّلون له الفواحش، ليعبُّوا من الدنيا الدنيَّة، وليقترفوا ما هم مقترفون، إذ
نفوسهم سرت لعالم الشياطين، حيث نهاية المطاف تلتقي نفوس الفريقين الشاذين بسبب
المعصية والشرور “والعياذ بالله” على الشر والأذى والحرام بأنواعه، وهذا هو الطريق المهلك
للإنسان.
وشر السحرة وشياطينهم يؤثرون في العصاة من الإنس المسحورين
أكثر من الإنس الصالحين والذين يكاد التأثير بهم لا يذكر
ومع التحصينات والذكر فإن الضر بإذن الله يتلاشى وينتهي
فمن حيث الظاهر: الساحر في نفثه يسوق الشيطان نحو المسحور، ويستخدمه في التخييل
إليه بما يرغب من الخيالات.
فالساحر عندما يتَّجه إلى المسحور بنفسه الخبيثة يسري شعاع نفسه إليه، فينتهز
الشيطان هذه الفرصة، ويسري في ذلك الشعاع، ويدخل فيه على المسحور، لأن الشيطان
أعمى القلب، لا يستطيع بذاته السريان لنفس المسحور، ولكن بواسطة أشعة نفس الساحر
التي يمتطيها يستطيع الوصول لنفس المسحور،وهنالك يخيِّل له ما يشاء الله من خيالات وحب
وكره وتهييج ونحوه وكذلك الولوج للجسد
ومن حيث الباطن: فالشيطان يستخدم الساحر، فيتوصَّل بواسطته إلى المسحور،فيخيِّلُ إليه
ما يشاء الله مما فيه إيقاع الأذى وإنزال الضرر ..
وسأقتبس موضوع لي عن فائدة النفث المباشر
وهو موجود في هذا المنتدى المبارك
حتى تكتمل الصورة ونبين معنى النفث بكلام الله
وهو ضد نفث السحرة عليهم لعائن الله
والرقية والنفث على المريض ووصول هواء نفث
الرقية
المصاحب له بعض الريق الخفيف
إلى المصاب مباشرة فيه الخير الكثير وذلك من ما تعلمناه من نبي
الرحمة صلى الله عليه
وسلم وموضوع النفث والتفل ووضع اليد على
مكان الألم من الأمور
المهمة في الرقية ومن أقوى الأسباب لنزول
شفاء الله الشافي الكافي
بمشيئته ورحمته وبحوله وقوته ومن له أدنى
دراية
في الفقه يعلم أن للنفث والتفل أصلاً في الشرع
فعند البخاري عن
عُرْوَة أَنَّ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ فَلَمَّا
اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي
كَانَ يَنْفِثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ .
وعند مسلم أنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ
مِنْ أَهْلِهِنَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلْتُ
أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي. وفي
الحديث عن البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا
أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا
اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ
يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
وفي مسند أحمد من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: مَرَض رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتِ اشْتَكَى فَجَعَلَ يَنْفُثُ فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ
نَفْثَ آكِلِ الزَّبِيبِ” .
وفي مسند أحمد عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ الأَزْدِيِّ قَالَ حَدَّثَتْنِي
أُمِّي أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ
بَطْنِ الْوَادِي وَخَلْفَهُ إِنْسَانٌ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُصِيبُوهُ بِالْحِجَارَةِ وَهُوَ
يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ لا يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَإِذَا رَمَيْتُمْ فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى
الْخَذْفِ ثُمَّ أَقْبَلَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا
ذَاهِبُ الْعَقْلِ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ لَهَا ائْتِينِي بِمَاءٍ فَأَتَتْهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ مِنْ
حِجَارَةٍ فَتَفَلَ فِيهِ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ دَعَا فِيهِ ثُمَّ قَالَ اذْهَبِي فَاغْسِلِيهِ بِهِ
وَاسْتَشْفِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقُلْتُ لَهَا هَبِي لِي مِنْهُ قَلِيلا لابْنِي هَذَا فَأَخَذْتُ
مِنْهُ قَلِيلا بِأَصَابِعِي فَمَسَحْتُ بِهَا شِقَّةَ ابْنِي فَكَانَ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ فَسَأَلْتُ
الْمَرْأَةَ بَعْدُ مَا فَعَلَ ابْنُهَا قَالَتْ بَرِئَ أَحْسَنَ بَرْءٍ .
وفي سنن أبي داود عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ التَّمِيمِيِّ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ أَتَى
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ ثُمَّ أَقْبَلَ رَاجِعًا مِنْ عِنْدِهِ فَمَرَّ
عَلَى قَوْمٍ عِنْدَهُمْ رَجُلٌ مَجْنُونٌ مُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ فَقَالَ أَهْلُهُ إِنَّا حُدِّثْنَا أَنَّ
صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ فَهَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ تُدَاوِيهِ فَرَقَيْتُهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ
فَبَرَأَ فَأَعْطَوْنِي مِائَةَ شَاةٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ
فَقَالَ هَلْ إِلا هَذَا وَقَالَ مُسَدَّدٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ هَلْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا قُلْتُ لا
قَالَ خُذْهَا فَلَعَمْرِي لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ وفي رواية
فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً كُلَّمَا خَتَمَهَا جَمَعَ بُزَاقَهُ ثُمَّ
تَفَلَ فَكَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ .
وفي سنن ابن ماجه من حديث ْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاص قَالَ: لَمَّا
اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ
لِي شَيْءٌ فِي صَلاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْعَاصِ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ
اللَّهِ قَالَ مَا جَاءَ بِكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى
مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي قَالَ ذَاكَ الشَّيْطَانُ ادْنُهْ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ
قَدَمَيَّ قَالَ فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ فَفَعَلَ
ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ الْحَقْ بِعَمَلِكَ قَالَ فَقَالَ عُثْمَانُ فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ
خَالَطَنِي بَعْدُ .
وهناك قصة لأحد الإخوة وقد كان به مس بسبب السحر ، يقول : كنت
أذهب إلى الراقي الفلاني واستمع الى الرقية الشرعية ، وكنت أشعر
وقت القراءة كأن في جسدي جمرة مشتعلة ، فإذا ما نفث علي الراقي
انطفأت ، وإذا لم ينفث على بعد القراءة تتدهور حالتي وأرجع أسوأ مما
كنت عليه قبل الرقية .
ويقول ابن القيم في الطب النبوي : وفي النفث والتفل استعانة بتلك
الرطوبة والهواء ، والنفس المباشر للرقية والذكر والدعاء ، فإن الرقية
تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شيء من أجزاء باطنه من
الريق والهواء والنفس كانت أتم تأثيرا ، وأقوى فعلا ونفوذا ، ويحصل
بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية..
وفي النفث سر آخر ، فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ولهذا
تفعله السحرة كما يفعله أهل الأيمان . قال تعالى: وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ
فِي الْعُقَدِ ، وذلك لأن النفس تتكيف بكيفية الغضب والمحاربة وترسل
أنفاسها سهاما لها ، والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينه ، وإن لم
تتصل بجسم المسحور، بل تنفث على العقدة وتعقدها ، وتتكلم بالسحر
فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها
الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية ، وتستعين بالنفث،
فأيهما قوي كان الحكم له أ.هـ .
وأنا كنت أعاني من سحر قوي وتسلط شيطاني خبيث
فكنت أحس بالألم الروحي الرهيب والكآبة المركزة
وألم جسماني داخلي وكأن هناك لهيب من نار تحرق
الأعضاء الداخلية وأحس والله أن الدم يغلي من شدة الألم
والجلد الخارجي يصاحب له نوع من اللسعات المتقطعة
وكأنه والله يكوى بشئ لا أراه
ويشتد ذلك عند التهئ للنوم
فأقرأ ما شاء الله من الآيات وأنفث بريقي على كفوف يدي
ثم أحاول أن أمسح ما أستطيع من جسدي
فأحس بمثل القشعريرة وكأن هناك مثل الدبيب
يسري في جسدي وخصوصا سورة الإخلاص والمعوذتان
وعند المرة الثالثة من النفث أحس والله وكأن هناك مثل الماء
المثلج والذي أطفأ تلك النار المتقدة داخل جسدي وعلى الجلد
الخارجي وأحس بتلك العوارض وقد بدأت تطفي شعلتهم
وأن كلام الله تعالى قد أطفأ شرهم وهزمهم
وتلك هي رحمة الله فلله الحمد والمنة ..
وهناك آيتان عظيمتا النفع
فكلما قرأها الإنسان مرة بعد أخرى
يزيده الله عافية وقوة
ويزيد عدوه العارض الشيطاني
خسارة وعذاب وألما وهزيمة
يزيده الله عافية وقوة
ويزيد عدوه العارض الشيطاني
خسارة وعذاب وألما وهزيمة
وهي قول الله تعالى :
(( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) ))
(( سورة الإسراء -آيه 81 -82 ))