ابليــــس والشيطان والمارد
ابليــــــــــــس
تعريف ابليس لغة : ذكر بعض العلماء أن ابليس اسم عربي . على وزن (افعيل ) مشتق من الايلاس وهو الابعاد من الخير
أو اليأس من رحمة الله – (روح المعاني – لسان العرب-) والمبلس : اليائس من النجاة ولذلك قيل للذي يسكت عن انقطاع
حجته و لا يكون عنده جواب قد ابلس .. والمبلس أيضا الساكت من الحزن أو الخوف . كما قال أبو عبيدة :في قوله تعالى
( فاذا هم مبلسون ) الانعام 44 .. قال : المبلس الحزين النادم .. وانشد رؤبة :-
( وحضرت يوم خميس الاخماس __ وفي الوجوه صفرة وايلاس ,,) أي اكتئاب وحزن وكسوف .. وقال في قوله تعالى 🙁
يلبس المجرمون) الروم11 – أي يتندمون وييأسون .. والمبلس أيضا : المتروك .. وقال ابو بكر : الايلآس :معناه في اللغة
: القنوط وقطع الرجاء من رحمة الله تعالى .. والايلاس : الانكسار والحزن .. وأبلس الرجل : اذا انقطع فلم تكن له حجة ..
وابلس فلان : اذا سكت غما .. (لسان العرب) ..
وقال أبن عباس : ( ابليس أبلسه الله من الخير كله .. وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته .. و ذكر السدي : أن ابليس
كان أسمه الحارث وانما سمي حين أبلس فغير .. كما قال تعالى جل ثناؤه 🙁 فاذا هم مبلسون..) يعني به انهم آيسون
من الخير نادمون حزنا..
الشيطان :
قال أبن قتيبة : الشاطن البعيد عن الحق ..
قال محمد بن اسحق : انما سمي شيطان لانه شطن عن أمر ربه ,, والشطون : البعيد النازح .
وقال أبوعبيدة : الشيطان كل عات متمرد من انس او جن او دابة ,, ويدل على ذلك قوله تعالى: (شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا..) الانعام112 – و كذا قوله ( واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم..)البقرة
– اي اصحابهم من الجن والانس .. و قد ورد لفظ ابليس في احد عشر موضعا و لم يرد هذا اللفظ الا مفردا في هذه
المواضع جميعا ..
اما لفظ الشيطان فقد جاء مفردا ومجموعا .. فقد ورد مفردا في سبعين موضعا وامابلفظ الجمع فقد ورد في ثمانية
عشر موضعا ..
وقال ابن كثير : في مخالفته لأمر الله تعالى بالسجود لأدم ,, أن طرد من باب رحمته ومحل انسه وحضرة قدسه و سماه
(ابليس) اعلانا له بانه قد ابلس من الرحمة وانزله من السماء مذموما مدحورا الى الارض .. فسأل الله تعالى , النظرة
الى يوم البعث , فأنظره الحكيم الذي لا يعجل على من عصاه ، فلما امن الهلاك الى يوم القيامة تمرد وطغى وقال 🙁
فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين ..) ص82 -83 ..
و قد اطلق عليه القرآن اسم الشيطان في مواضع منها قوله تعالى ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنها
من سؤاتهما ..) الاعراف – وقوله تعالى 🙁 يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ,,) الاعراف ..
فالشيطان في هذه الايات مراد به ابليس .. ويراد بالشيطان كل شر ير مفسد داع للفساد سواء اكان من الجن
او من الانس .. كما في قوله تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الي بعض..)
فقد وصف الله سبحانه وتعالى عن ابليس بالرجيم بعد ما رفض السجود لآدم ( قال فاخرج منهافانك رجيم ,,)الحجر34
و قال ابن منظور : الرجيم اللعنة ومنه الشيطان الرجيم ,, اي المرجوم بالكواكب,, وقيل رجيم ملعون مبعند مطرود ,,
وقوله تعالى ( وان عليك اللعنة الي يوم الدين ,,) الحجر35 .. والله اعلم ..
المـــــــارد
و قد رد هذا الوصف للشيطان في مواضع ,,قوله تعالى ( وحفطا من كل شيطان مارد ..) الصافات – وقولهه تعالى ..( ويتبع كل
شيطان مريد ,,) الحج 3 – والمارد من الرجال – العاتي الشديد وأصله من مردة الجن والشياطين ( حديث ((( في رمضان
تصفد الشياطين ومردة الجن .. )
وقال ابن الاعرابي : المرد .. التطاول بالكبر والمعاصي ومنه قوله تعالى 🙁 مردوا على النفاق ..) التوبة – اي تطاولوا .. والمريد : الخبيث الشرير اي عتا وتمرد وطغعى .. و سمى الشيطان بذلك لانه تمرد على امر ربه وخرج عن طاعته ..
وصفة اخرى للشيطان – الوسواس الخناس .. قال تعالى 🙁 من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ..) لانه يوسوس بالشر للانسان في كل حال و يخنس عند ذكر العبد ربه ..
وقال ابن تيمية في ذلك:( الوسواس الخناس يتناول وسوسة الجنة ووسوسة الناس ..)
وهي معركة طويلة لا تنتهي ابدا مترقب للغفلة ليبث افكاره الرديئة ..
والسؤال الذي يطرح نفسه .. لما ذا خلق ابليس .. وهو السبب في شقاء الخلق وهو المغضوب والمسخوط وعليه اللعنة
الى يوم الدين ..( وان عليك لعنتي الى يوم الدين ..) ص48 ..
خلق الله تعالى جبريل وهو اشرف الملائكة وضده الاخبث ابليس .. وذلك كمال قدرة الله تعالى لعزتته وسلطانه ..فهو
على كل شئ قدير .. دلالة الله سبحانه وتعالىة وهو الحكيم الخبير الذي يضع الاشياء مواضعها وحكمة الله تعالى مطلقة
لا يقيدها عقل و لايحيط بها شئ..( ليس كمثله شئ وهو السميع العليم ..) و خوف الملائكة اجمعين من بعد ماشاهدوا من حال ابليس وسقوطه من المرتبة التي كان عليها و تكبره.. فهل نتعظ نحن الانس .. مما قص علينا من امره ..
وان ابليس لا متحان خلقه ليميز به الخبيث من الطيب لقوله تعالى ..( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى
يميز الخبيث من الطيب ,,) ال عمران 179 –
والله اعلم ….