مـــوت إبليــــــــس
حين عصى إبليس ربه قال (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) – الاسراء ..
واستجاب الله له حين سأله الانتظار ولكن إلى يوم الوقت المعلوم وليس كما يظن البعض أن الله أنظره إلى يوم القيامة ، فقد كان طلب إبليس الإنظار إلى يوم البعث وهو اليوم الذي يلي النفخ للحساب والبعث .. (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) من سورة ص .. لقد استجاب الله لإبليس ولكن في إنظاره إلى الوقت المعلوم وليس إلى يوم يبعثون كما يظن البعض وشتان ما بين ذلك .. والله اعلم ..
فالوقت المعلوم هو حين ترفع التوبة والعمل الصالح من الارض وذلك حين تشرق الشمس من مغربها وهي إحدى علامات الساعة الكبرى .. و ذلك تمهيدا للنفخ في الصور ويصبح عمل إبليس لافائدة منه وقتها يدرك أنها النهاية فيسجد لله كما ذكر ذلك أبن كثير رحمه الله ويتوب حين لا تنفع التوبة ولا تقبل.. وكما يقولون عشم إبليس في الجنة ..
وهناك اثر اخرعن قبض روح إبليس ذكره صاحب كتاب تنبيه الغافلين ( نصر بن محمد السمرقندي) قال حدثنا أبي رحمه الله تعالى : حدثنا محمد بن موسى بن رجاء رفعه الي الاحنف بن قيس قال قدمت المدينة وأنا أريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإذا أنا بحلقة عظتيمة فاذا كعب الاحبار يحدث الناس ويقول :: لماحضرت ادم الوفاة قال : يارب سيشمت عدوي اذا رآني ميتا وهو منظر إلى الوقت المعلوم .. فقيل له يا أدم إنك ترد الجنة ويؤخر الملعون إلى النظرة ليذوق بعدد الاولين والاخرين ألم الموت ..
ثم قال أدم عليه السلام لملك الموت صف لي كيف تذيقه الموت .. فلما وصفه قال ادم : رب حسبي حسبي ( أي يكفيني يكفيني ) فضج الناس وقالوا يا أبا اسحاق يرحمك الله حدثنا كيف يذوق الموت ..
فأبى أن يقول . فألحو عليه . فقال إنه إذا آخر الدنيا وقربت النفخة فإذا الناس قيام في اسواقهم وهم يتخاصمون ويتجرون ويتحدثون إذا هم بهدة عظيمة من السماء والارض كصوت الرعد القاصف فلا يبقى على ظهرها أحد إلا مات فتفنى الدنيا ولايبقى آدمي ولا جني ولا شيطان ولا وحش ولا دابة ، فهذه النظرة المعلومة التي كانت بين الله تعالى وإبليس لعنه الله ..
ثم يقول الله عز وجل لملك الموت إني خلقت لك بعدد الاولين والاخرين أعوانا وجعلت فيك قوة أهل السموات وأهل الارض وإني ألبسك اليوم أثواب الغضب والسخط كلها ، فأنزل بغضبي وسخطي إلة ملعوني ورجيمي إبليس فأذقه الموت واحمل عليه الموت مرارة الاولين والاخرين من الجن والانس اضعافا مضاعفة وليكن معك من الزبانية سبعون الف ملك قد امتلأوا غيظا وغضبا ..
وليكن مع كل زباني سلسلة من سلاسل لظى وانزع روحه المنتن بسبعين الف كلابة من كلاليب لظى وناد مالكا ليفتح أبواب النيران ….فينزل ملك الموت بصورة لو نظر اليه اهل السموات السبع والارضين السبع لذابوا من هول رؤية ملك الموت .. فاذا انتهي إلى إبليس وزجره زجرة إذ هو صعنق منها .. ونخر نخرة لو سمعه اهل المشرق والمغرب لصعقوا من تلك النخرة وملك الموت يقول : قف يا خبيث لأذيقنك اليوم بعدد من أغويت وكم من عمر أدركته وكم من قرون اضللت وكم قرناء لك بسواء الجحيم يقارونك ..
وهذا الوقت المعلوم الذي بينك وبين ربك وإلى أين تهرب ، فيهرب إلى المشرق فاذا بملك الموت بين عينيه فيغوص البحار .. فاذا بملك الموت به .. فترميه البحار فلا تقبله .. فلا يزال يهرب في الارض ولا محيص ولا ملجأ له ولا منجا ..
ثم يقول في وسط الدنيا عند قبر آدم عليه السلام من أجلك يا آدم حولت ملعونا رجيما ، فيالتك لم تخلق .. فيقول لملك الموت بأي كأس تسقيني ؟؟ ( يعني بأي عذاب تقبض روحي ) فيقول ملك الموت بكأس أهل لظى يعني مثل عذا ب أهل النار وبكأس أهل سقر وبكأس أهل الجحيم اضعافا مضاعفة ..
قال و~إبليس يتمرغ في التراب مرة ويصيح مرة اخرى ويهرب مرة من المشرق الي المغرب ومرة من المغرب ألى المشرق حتى إذا كا الموضع الذي أهبط فيه يوم لعن وقد نصبت له الزبانية الكلاليب. وصارت الارض كالجمرة وتحوشه الزبانية فيطعنونه بالكلاليب فيكون في النزع والعذاب إلى ما شاء الله ..
ومما لا شك فيه أن موت إبليس عليه اللعنة يكون قبل النفخ في الصور نفخة الصعق أي النفخة الاولى والله اعلم ..
