خطبة نجاح الحج .
خطبة نجاح الحج
خطبة جامع العلوانية ( زاوية الحضارم )
حي البلد – فيصل عبدالله الحسني .
الجمعة 17 ذو الحجة 1446 هـ
موضوع الخطبة: نجاح الحج
………………………………
الحمد لله تعالى القائل (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)
والصلاة والسلام على النبي القائل ( العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةُ ما بَيْنَهما والحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ )
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أما بعد
فإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله ويا أيها الأخوة الكرام الأحبة وأيها المسلمون
لقد انقضى موسم الحج، موسم حباه الله بالخيرات، والبركات، والنعم ، من رب الأرض والسموات، موسم فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر، ومن أبرز الأعمال فيه، أداء فريضة الحج، حيث تقاطر الناس إلى بيت الله الحرام من جميع بقاع الأرض لأداء فريضة الحج، يأتون بقلوب متلهفة، وأرواح متعطشة، يرجون ما عند الله من الخيرات، البعض منهم باع بيته، والآخر باع مزرعته، والثالث باع كل ما يملك ليصل لبيت الله الحرام.
– [ ] ومن نعم الله على أهل المملكة العربية السعودية أن جعلهم خدام البيت، والقائمين على شؤونه، بدءا بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، إلى أصغر عامل في موسم الحج، بل إن أهل البلد جميعا هم واجهة الدولة، وكل من جاء ليحج فله علينا حق الضيافة والكرم، فلا بد من إكرامهم ، ومساعدتهم حتى يعودوا لبلدهم سالمين غانمين .
– [ ] ولقد بذلت الدولة مشكورة كل ما في وسعها، لإنجاح حج هذه السنة، والذي ولله الحمد تكلل بنجاح باهر فاق كل السنوات الماضية، ولم تشهد البلد حجا مثله، في تنظيم الحج، وتوزيع الحجاج، والقيام بشؤونهم، فلا ترى إلا شاكرا داعيا، معترفا بفضل الجهود المبذولة، فعلينا جميعا أن نعرف هذه القيمة، ونشكر كل من سعى فيها، فالفضل كله لله سبحانه الذي أولانا هذه النعم ويسرها، فقال سبحانه في سورة النحل (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) 53 ثم لقادة البلد الذين لم يألوا جهدا في تذليل الصعاب، وخدمة الحجيج، وكل من أبرز وجها مشرقا وخلقا طيبا، شكره الناس عليه، وأكسبهم انطباعا عن هذا البلد الطيب وأهلها.
– [ ] عباد الله: لقد تبين للناس جميعا، أن الحج العشوائي، بلا تصريح، هو كان سبب في وجود مصاعب في الحج، في خطط السير، وكثرة المرضي والمصابين بل والموتى، وهذا ما تنادي وتحذر به الدولة كل سنة، فلما منع المخالفين ، سارت الأمور بكل سهولة، فينبغي الامتثال للضوابط والأنظمة والقوانين التي وضعتها الدولة لتنظيم الحج بارك الله تعالى فيها .
– [ ] اللهم لك الحمد على ما يسرت للحجاج، اللهم فتقبل منا ومنهم..
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه .
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله
أيعلم الحاج علامات قبول حجه
إن من علامات قبول الحج:
المُداومَةَ على الأعمال الصالحة والثبات، والاستقامةَ عليها بعد الحج حتى الممات، قال تعالى في سورة الحجر : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]
عباد الله
إنّ من علامة قبول العمل عند الله، أن يوفق العبد لعمل خيرٍ آخر، فالحسنة تجر الحسنة والسيئة تجر السيئة، ومن أراد أن يعرف هل تقبل الله منه أو لم يتقبل الله منه
فليرَ نفسه كيف هو بعد الحج ؟
فهل فعلا إستقام واستقامت جوارحه أم كان الحج له رحلة سياحية ونزهة دنيوية
نعم عباد الله معيار قبول الحج ماتركت دروس الحج أثرا يقود الحاج إلى ملازمة الطاعات وعمل الصالحات والبعد عن المعاصي والمنكرات بعد أدائه فريضة الحج .
اللهم ربنا يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبنا على دينِك
اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم ودعائهم ومن أهل الحج حجهم ودعائهم وأجعل حجهم حجا مبرورا وسعيهم سعيا مشكورا وردهم لأهلهم وبلدهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .
– [ ] ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار
– [ ] وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار )
– [ ] (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *
– [ ] وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 – 182]
………………………………