السحرالسحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا
حقيقة تسخير الجن والسحر ؟
حقيقة تسخير الجن والسحر قال تعالي في محكم كتابه (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) ذكر غير واحد من علماء السلف ان الشياطين كتبت السحر ودفنتها تحت كرسي سليمان بن داود- عليهما السلام- بعد موته وقالوا لبني إسرائيل : إن سليمان كان يستخدم الجن بهذه الكتب فطعن طائفة من أها الكتاب في سليمان عليه السلام بهذا وقال آخرون: لولا ان هذا حق جائز لما فعله سليمان فضل الفريقان وأنزل الله(وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) الآية والسحر هو صورة من صور الاستعانة بالجن فى ضر الناس وايذائهم، ويمكن تبسيط العلاقة بين الساحر والجنى فنقول: إن الجنى يعمل كخادم لساحر يحقق له بعض – وليس كل – ما يريد، نظير أداء الساحر لأعمال وطقوس السحر والتى فى حد ذاتها عبادة للجنى من دون الله. قال العلامة عبد الرحمن بن خلدون كالسحر إنما يكون بالتوجه الى الافلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بانواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل، فهى لذلك وجهة الى غير الله وسجود له، والوجهة الى غير الله كفر، فلهذا كان السحر كفرا والكفر من مواده وأسبابه والشياطين منهم من يختار لكفر والشرك ومعاصى الرب، وإبليس وجنوده من الشياطين يشتهون الشر ويلتذون به ويطلبونه، ويحرصون عليه بمقتضى خبث أنفسهم وإن كان موجباً لعذابهم وعذاب من يغوونه، كما قال إبليس (فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين) والانسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهى ما يضره ويلتذ به، بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودينه وخلقه وبدنه وماله. ماذا يقرأ السحرة ؟ : والشيطان هو نفسه خبيث فاذا تقرب صاحب العزائم والأقسام وكتب الروحانيات السحرية وأمثال ذلك اليهم بما يحبونه من الكفر والشرك صار ذلك كالرشوة والبرطيل لهم، فيقضون بعض بعض أغراضه، كمن يعطى غيره مالاً ليقتل له من يريد أو يعينه على فاحشة أو ينال معه فاحشة، ولهذا كثير من هذه الأمور يكتبون فيها كلام الله بالنجاسة – وقد يقلبن حروف كلام الله عز وجل إما حروف الفاتحة وإما حروف (قل هو الله أحد) وإما غيرهما – إما بدم وإما غيره .. ، وإما بغير نجاسة، أو يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان أو يتكلمون بذلك، فاذا قالوا وكتبوا ما ترضاه الشياطين أعانتهم على بعض أغراضهم وهم يتعبدون للجن ويذبحون لهم ويكتبون القرآن بالنجاسات (كبول الكلب والخنزير ودم الحائض ومنى الزنا)، ويتطاولون فى عزائهم على الخالق جل وعلا وعلى النبى وتفصيل ذلك فى الكتاب المذكور. والاستعانة بالجن (السحر) حقيقة لا شك فيها ولا يمكن إنكارها، ومذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافا لمن أنكر ذلك ونفر حقيقة وأضاف ما يقع منه الى خيالات باطلة لا حقائق لها ، وقد ذكره الله تعالى فى كتابه، وذكر انه مما يتعلم، وذكر ما فيه إشارة الى أنه مما يكفر به ، وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وهذا كله لا يمكن فيما لا حقيقة له. وقد يتوهم البعض أن كون السحر حقيقة ثابتة فإنه ينافى قضية التوحيد وانحصار التأثير لله وحده، والجواب على ذلك أن اعتبار السحر حقيقة ثابتة لايعنى كونه مؤثرا بذاته بل هو كقولنا إن السم له مفعول حقيقى والدواء له مفعول حقيقى ثابت .. ، فهذا كلام صحيح لا ينكر غير أن التاثير فى هذه الأمور الثابتة إنما هو لله تعالى، وقد قال الله تعالى عن السحر (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) فقد نفى الله عز وجل عن السحر التأثير الذاتى ولكنه أثبت له فى نفس الوقت مفعولا ونتيجة منوطة بإذن الله. فالسحر متحقق وجوده وتأثيره بإذن الله الكونى القدر لا الشرعى قال شيخ الاسلام : جماهير الطوائف تقر بوجود الله الجن ، بل يقرون بما يستجلبون به معانة الجن من العزائم ولاطلاسم، سواء أكان ذلك سائغاً عند أهل الايمان أو كان شركاً، فإن المشركين يقرأون من العزائم والطلاسم والرقى التى لاتفقه باللغة العربية فيها ما هو شرك بالجن. ولا يوجد اليوم من يستخدم الجن بالقرآن،– أعنى السحرة – يدرك لا محالة أنهم يشركون بالله ويتعبدون للجن فى أقوالهم افعالهم والمشاهد والمعلوم عن السحرة منذ أقدم العصور وحتى اليوم يدل على أن تلاوتهم وعزائمهم إنما هى توسلات وعبادات واستغاثات وأدعية للشيطان وحده، فالساحر – اى ساحر وكل ساحر – كافر باعتقاده وعمله، أما باعتقاده فبما يفعله من إهانة كتاب الله تبارك وتعالى وذبحه للجن وعلى اسمهم. قال محمد بن اسحاق النديم فى كتاب “الفهرست فى أخبار العلماء واسماء ما صنفوه من الكتب” : أما السحرة فإنها زعمت أنها تستبعد الشياطين بالمعاصى وارتكاب المحظورات ممالله عز وجل فى تركها رضا، وللشياطين فى استعمالها رضا، مثل: ترك الصلاة والصوم، وإباحات الدماء، وناح ذوات المحارم ، وغير ذلك من الأفعال البشرية. قال الشيخ مصطفى محمد الحديدى الطير – أستاذ التفسير بالأزهر – رحمة الله عليه :وكان يعيش فى اوائل هذا القرن ساحر بالوجه القبلى، وكان يطلب من أعيان الناس أن يلقوا خواتمهم فى البحر، فإذا فعلوا أعادها اليهم !! وكان يطلب من أعيان الناس أن يلقوا خواتمهم فى البحر، فإذا فعلوا أعادها إليهم !! وكان يأتى بعجائب أكثر من ذلك، فلما مات أراد ابنه أن يزاول صنعته، فنهنه أمه عن ذلك، فلما سألها عن السبب فتحت له دولابا وأخرجت منه صنماً، وقالت له : إن أباك كان يسجد لهذا الصنم لكى تساعده الشياطين على إظهار العجائب فلا كفر كما كفر ابوك. قال : وقد تحدث بحديث هذا الرجل الشيخ العدوى – غفر الله له – وهو يشرح قوله تعالى فى سورة الأنعام (ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض) من صور اتصال الجن والشياطين بالانسان قديما وحديثاً تتعدد الصور التى تتصل بها الشياطين بأوليائهم من البشر فتظهر على ايديهم خوارق وعجائب وغرائب بين حين وآخر، وهذا منذ قديم الزمان وحتى وقتنا المعاصر ! .. وقد تلتبس هذه العجائب على الناس فيظنون أن هذه الخوارق – التى تساعد بها الشياطين أوليائهم – من الكرامات وأن صاحبها من أولياء الله الصالحين .. ، وقبل أن نذكر الفرق بين السحر والكرامة والمعجزة نقل بعض الصور التى تضل بها الشياطين بنى آدم. قديما : قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعباده على على غير الوجه الشرعى ولهم أحياناً مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيراً إلى مواضع الشياطين التى نهى عن الصلاة فيها، لأن الشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم ببعض الأمور كما تخاطب الكهان، وكما كانت تدخل فى الأصنام وتكلم عابدى الأصنام وتعينهم فى بعض المطالب كما تعين السحرة وقد تقضى بعض حوائجهم إما قتل بعض أعدائه أو إمراضه، وإما جلب بعض من يهوونه، وإما إحضار بعض المال، ولكن الضرر الذى يحصل لهم بذلك أعظم من النفع، بل قد يكون أضعاف النفع وقد يستغيثون ببعض العباد الضالين من المشركين وأهل الكتاب، وأهل الجهل من عباد المسلمين إذا استغاث به بعض مجيبيه فقال : يا سيدى فلان لإغن الجنى الجنى يخاطبه بمثل صوت ذلك الانسى، فإذا رد الشيخ عليه الخطاب أجاب ذلك الانسى بمثل ذلك الصوت، وهذا وقع لعدد كثير أعرف منهم طائفة ، … وكثيرا ما يتصور الشيطان بصورة المدعو المستغاث به اذا كان ميتا، وكذلك قد يكون حيا